صنّف: الْمعلم فِي النَّحْو، شرح خطْبَة أدب الْكَاتِب.
وَكَانَ يقوم لطلبته، ويكرمهم، وَكَانَ الْخَطِيب التبريزي يُنكر ذَلِك عَلَيْهِ، وينشد:
(قصر بِالْعلمِ وأزرى بِهِ ... من قَامَ فِي الدَّرْس لأَصْحَابه)
مَاتَ ابْن الفاخر فِي ذِي الْقعدَة سنة خَمْسمِائَة.
وَمن شعره:
(لَا تغترر بأخي الوداد وَإِن صفا ... وأراك مِنْهُ الْبشر والإقبالا)
(أَفلا ترى الْمرْآة عِنْد صقالها ... تبدي لناظرها ريا ومحالا)
(ويسره مِنْهَا الصفاء وَقد يرى ... فِيهَا بِعَيْنيهِ الْيَمين شمالا)
(وَكَذَا الصّديق يسر بَين ضلوعه ... غشا يُنَافِي القَوْل والأفعالا)
١٩٦٤ - الْمُبَارك بن الْمُبَارك بن سعيد بن أبي السعادات الْوَجِيه أَبُو بكر بن الدهان النَّحْوِيّ الضَّرِير
قَالَ ياقوت: من أهل وَاسِط، قدم بَغْدَاد، فَأَقَامَ بهَا، وَقَرَأَ على ابْن الخشاب، ولازم ابْن الْكَمَال الْأَنْبَارِي، وَسمع مِنْهُ تصانيفه، وَسمع الحَدِيث من طَاهِر الْمَقْدِسِي، وَتَوَلَّى تدريس النَّحْو بالنظامية سِنِين؛ فَتخرج عَلَيْهِ جمَاعَة؛ مِنْهُم سَالم بن أبي الصَّقْر وَعبد اللَّطِيف ابْن يُوسُف الْبَغْدَادِيّ. وَكَانَ قَلِيل الْحَظ من التلامذة، يتخرجون بِهِ وَلَا ينسبون إِلَيْهِ. وَكَانَ جيد القريحة، حاد الذِّهْن، متضلعا فِي عُلُوم كَثِيرَة، إِمَامًا فِي النَّحْو واللغة والتصريف وَالْعرُوض ومعاني الْأَشْعَار وَالتَّفْسِير وَالْإِعْرَاب وتعليل الْقرَاءَات، عَارِفًا بالفقه والطب والنجوم وعلوم الْأَوَائِل، وَله النّظم والنثر الْحسن. حسن التَّعْلِيم، طَوِيل الرّوح، كثير الِاحْتِمَال للتلامذة، وَاسع الصَّدْر، لم يغْضب قطّ من شَيْء، وشاع ذَلِك حَتَّى بلغ بعض الْخُلَفَاء، فجهد على أَن يغضبه فَلم يقدر. وَكَانَ حنبليا، ثمَّ تحول حنفيا، ثمَّ لما درس
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute