ولد ابْن الدهان سنة اثْنَتَيْنِ - وَقيل أَربع وَثَلَاثِينَ - وَخَمْسمِائة، وَمَات فِي سادس عشر شعْبَان سنة ثِنْتَيْ عشرَة وسِتمِائَة.
١٩٦٥ - الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد الْوَاحِد الشَّيْبَانِيّ الْعَلامَة مجد الدّين أَبُو السعادات الْجَزرِي الإربلي الْمَشْهُور بِابْن الْأَثِير
من مشاهير الْعلمَاء، وأكابر النبلاء، وأوحد الْفُضَلَاء. ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بالجزيرة، وانتقل إِلَى الْموصل؛ وَأخذ النَّحْو عَن ابْن الدهان وَيحيى بن سعدون الْقُرْطُبِيّ، وَسمع الحَدِيث مُتَأَخِّرًا من عبد الْوَهَّاب بن سكينَة وَغَيره، وتنقل فِي الولايات، وَكتب فِي الْإِنْشَاء، ثمَّ عرض لَهُ مرض كفّ يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ، وَمنعه الْكِتَابَة، فَانْقَطع فِي بَيته؛ يَغْشَاهُ الأكابر وَالْعُلَمَاء، فَجَاءَهُ مغربي؛ فالتزم أَنه يداويه وَلَا يَأْخُذ أُجْرَة إِلَّا بعد برئه، وَأخذ فِي معالجته بدهن صنعه، ولانت رِجْلَاهُ، وأشرف على الْبُرْء، فأرضى المغربي بِشَيْء وَصَرفه، فلامه أَخُوهُ عز الدّين، فَقَالَ: أَنا كنت فِي رَاحَة مِمَّا كنت فِيهِ من صُحْبَة هَؤُلَاءِ الْقَوْم والتزام أخطارهم، وَقد سكنت روحي إِلَى الِانْقِطَاع والدعة، فَإِذا طرأت لَهُم أُمُور ضَرُورِيَّة جَاءُونِي بِأَنْفسِهِم، ليأخذوا رَأْيِي.