قَالَ ياقوت: لم أَقف من خَبره على شَيْء سوى أَنِّي وجدت فِي مَجْمُوع مَا صورته: سمع أَعْرَابِي أَبَا مَكْنُون النَّحْوِيّ يَقُول فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ رَبنَا وإلهنا ومولانا، صل على نَبينَا، اللَّهُمَّ وَمن أرادنا بِسوء فأحط ذَلِك السوء بِهِ كإحاطة القلائد على ترائب الولائد، ثمَّ أرسخه على هامته كرسوخ السجيل على أَصْحَاب الْفِيل، اللَّهُمَّ اسقنا غيثا مغيثا مريعا مجللا، وَحيا سَحا سفوحا طبقًا غدقا، ودقا مثعنجرا. فَقَالَ الْأَعرَابِي: يَا خَليفَة نوح، الطوفان وَرب الْكَعْبَة! دَعْنِي آوي بعيالي إِلَى جبل يعصمني من المَاء.
٢٠١٨ - مكي بن أبي طَالب حموش بن مُحَمَّد بن مُخْتَار أَبُو مُحَمَّد الْقَيْسِي النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
صَاحب الْإِعْرَاب. ولد فِي شعْبَان سنة خمس وَخمسين وثلاثمائة، وَأَصله من القيروان، وَسكن قرطبة، وَسمع بِمَكَّة ومصر من أبي الطّيب عبد الْمُنعم بن غلبون، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن؛ وَكَانَ من أهل التبحر فِي عُلُوم الْقُرْآن والعربية، حسن الْفَهم والخُلق، جيد الدّين وَالْعقل، كثير التَّأْلِيف، مجودا لِلْقُرْآنِ.