للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعند قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ١، قال:" والاستعانة بهذا المعنى ترادف التوكل على الله، وتحل محله، وهو كمال التوحيد والعبادة الخالصة، ولذلك جمع القرآن بينهما في مثل قوله: {وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} ٢.

وعند قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} ٣، فسر الشيخ رشيد الهداية فيها بآيات مشابهة كقوله تعالى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} ٤، وقوله: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} ٥، وبقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} ٦، قال: " وإنما المراد بهذا ما جاء في قوله تعالى: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} وهم الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين من الأمم السالفة، فقد أحال على معلوم أجمله في الفاتحة وفصله في سائر القرآن.." ٧.

وعند قوله تعالى: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} ٨ قال: "فهو كقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} ٩. وقوله: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً} ١٠ وقوله: {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَأُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ١١ ومن هذا القبيل قوله عز وجل {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ


١ سورة الفاتحة: الآية: (٥) وانظر: التفسير (١/٦٠)
٢ سورة هود: الآية: (١٢٣)
٣ سورة الفاتحة: الآية: (٦)
٤ سورة البلد: الآية: (١٠) .
٥ سورة فصلت: الآية: (١٧)
٦ سورة الأنعام: الآية (٩٠)
٧ انظر: تفسير المنار (١/٦٤ و٦٦ـ٦٧)
٨ سورة النساء؛ الآية (١)
٩ سورة الروم: الآية (٢١)
١٠ سورة النحل: الآية (٧٢)
١١ سورة الشورى: الآية (١١)

<<  <   >  >>