للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مِنْ أَنْفُسِكُمْ} ١ وقوله: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ} ٢ ومثلها في سورة البقرة ٣ وسورة الجمعة ٤، فلا فرق بين عبارة الآية التي نفسرها وعبارة هذه الآيات" ٥.

وعند قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا} ٦، قال مفسراً: "أي جعل لها زوجها من جنسها فكانا زوجين ذكراً وأنثى، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} ٧، كما أنه خلق من كل جنس وكل نوع من الأحياء زوجين اثنين، قال عز وجل: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} ٨.." ٩.

ويلي هذا عند الشيخ رشيد تفسير الآية بما صح من حديث النبي صلى الله عليه وسلم "لأن ما صح من المرفوع لا يقدم عليه شيء" ١٠. كما أنه يستند ـ مع السنة ـ إلى ما جرى عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين في الصدر الأول ١١. يقول الشيخ رشيد مفصلاً منهجه بعد وفاة شيخه محمد عبده: "هذا وإنني لما استقللت بالعمل بعد وفاته خالفت منهجه ـ رحمه الله تعالى ـ بالتوسع فيما يتعلق بالآية من السنة الصحيحة، سواء كان تفسيراً لها وفي حكمها أو في تحقيق بعض المفردات أو الجمل اللغوية والمسائل الخلافية بين العلماء، وفي الإكثار من شواهد الآيات في السور المختلفة.." ١٢


١ سورة التوبة: الآية (١٢٨)
٢ سورة آل عمران: الآية (١٦٤)
٣ الآية (١٥١)
٤ الآية (٢)
٥ تفسير المنار (٤/ ٣٣٠)
٦ سورة الأعراف: الآية (١٨٩)
٧ سورة الحجرات: الآية (١٣)
٨ سورة الذاريات: الآية (٤٩)
٩ تفسير المنار (٩/ ٥١٧) وانظر: أيضاً أمثلة أخرى (٨/ ٢٨٤) وايضاً (٨/ ٩ـ ١٠)
١٠ تفسير المنار (١/ ٧)
١١ نفس المصدر والصفحة، و (٦/ ١٩٦)
١٢ نفس المصدر (١/١٦)

<<  <   >  >>