للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الشرع: ما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ١. أو ما رسم ليحتذى وجوباً أو استحباباً" ٢. وعند الأصوليين: هي ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير ٣. وعند الفقهاء: ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من حكم هو دون الفرض، فهي ترادف المندوب، والمستحب والتطوع والنافلة والمرغب فيه ٤.

والذي نبحث فيه هو معنى السنة عند الأصوليين لأنه هو المناسب لمبحث الاستدلال عند الشيخ رشيد.

السنة وحي من الله تعالى:

أخبر الله تعالى في كتابه أن السنة هي وحي من الله تعالى كالقرآن الكريم، وأن مصدرها هو مصدره ومُنزلها هو مُنزله، تبارك وتعالى. لدينا آيات تنطق بذلك تصريحاً وأخرى تلويحاً، فمن الأولى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} ٥، فهذه الآية تدل صراحة على أنه كما ينزل عليه صلى الله عليه وسلم الوحي الجلي المتلو وهو القرآن، فكذلك كان ينزل عليه وحي آخر خفي غير متلو: هو السنة، وهي حجة كالأول ٦.

وقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} ٧، فالذكر المنزل هو الوحي المتلو والذكر الآخر ـ المنزل كذلك ـ هو المبين وهو الوحي غير المتلو، وهو السنة ٨.


١ انظر: الخطيب: المصدر السابق (١/٨٦)
٢ المصدر السابق.
٣ انظر: الآمدي: الاحكام (١/١٢٧) ط. صبيح بمصر ١٣٨٧هـ والشوكاني: إرشاد الفحول (ص:٣٣) ط. الحلبي، الأولى: ١٣٥٦هـ
٤ انظر: عبد الغني عبد الخالق: حجية السنة (ص٥١) وما بعدها. ط. المعهد العالمي، الأولى:١٤٠٧هـ
٥ سورة النجم: الآية (٣)
٦ انظر: محمد حبيب: السنة ومكانتها في ضوء القرآن الكريم (ص:٨٩) ط. المكتبة البنورية. كراتشي: ١٤٠٧هـ.
٧ سورة النحل: الآية (٤٤)
٨ انظر: ابن كثير: التفسير (٢/٥٥٢)

<<  <   >  >>