للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويعتبر الشيخ رشيد أن السنة وحي من الله تعالى كالقرآن: " ... وأعني بالوحي هنا: القرآن ... وكذلك الأحاديث النبوية عند من صحت عنده فصدق بالرواية" ١.

ويقرر أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة حياً وميتاً فيقول: " ... إن طاعته صلى الله عليه وسلم واجبة في حياته وبعد مماته فيما عُلِم أنه دعا إليه دعوة عامة من أمر الدين الذي بعثه الله تعالى به كبيانه لصفة الصلوات وعددها والمناسك ولو بالفعل ... وغير ذلك من السنن العملية الدينية المتواترة، وكذا أقواله المتواترة التي أُمر بتبليغها في ما تدل عليه دلالة قطعية، وأما غير القطعي رواية ودلالة من سننه فهو محل الاجتهاد.." ٢.

ويرد على من يدعي أن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم إنما تجب في حياته، ولا يجب العمل بعده إلا بالقرآن فيصفهم بأنهم "زنادقة ضالون مضلون يريدون هدم الإسلام بدعوى الإسلام" ٣، ويقول: "بل تجب طاعة الرسول كما أطلقها الله تعالى ويجب التأسي به في كل زمان إلى يوم القيامة ... " ٤.

ومن المواقف البيضاء عند الشيخ رشيد دفاعه القوي عن أبي هريرة ـ محدث الإسلام ـ رضي الله عنه ـ وإني أرجو للشيخ رشيد ثواب هذا الدفاع يوم القيامة. إنه يجب عليّ أن أبرز هذا الدفاع الهام عن هذا المحدث الصحابي الكبير باختصار، لقد كان دفاع الشيخ رشيد عنه في مواجهة النصارى الضالين، الذين يريدون منا ـ نحن المسلمين ـ أن نكذب بالأحاديث المروية بطرق الرواية المضبوطة المتصلة بالسماع ونقل العدول الضابطين، وبينما هم يصدقون بالكذب والروايات التي هي أقرب للشائعات وليس لها سند ولا تقف على عمد، ولا ريب أن غرضهم من الطعن في السنة ـ هو وكما يقول الشيخ رشيد ـ: "الطعن في الشريعة وطرح الثقة بها" ٥.


١ مجلة المنار (٧/٧٠٥) .
٢ تفسير المنار (٩/٦٣٢ـ ٦٣٣) .
٣ نفس المصدر (٩/٦٣٣) .
٤ نفس المصدر والصفحة.
٥ مجلة المنار (١٩/٤٩ـ٥٠) .

<<  <   >  >>