للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دفاع عن أبي هريرة:

لقد وقف الشيخ رشيد لهؤلاء الطاعنين مدافعاً عن محدث الإسلام الصحابي الكبير أبي هريرة رضي الله عنه فقد لخّص شُبههم وأجاب عليها جميعاً وهدفه من ذلك أن يُثبت "أن أبا هريرة رضي الله تعالى عنه راوية عدل وأنه من نوابغ البشر في الحفظ والضبط لما يحفظ ... " ١.

لقد لخص هذه المطاعن في ثلاث نقاط:

الأولى: كثرة رواية أبي هريرة، وإنكار بعض الصحابة عليه في ذلك.

الثانية: اتهامه في روايته وخوفه هو نفسه من تكذيب الناس له.

الثالثة: عدم احتجاج بعض الفقهاء بروايته ٢.

وقد رد الشيخ رشيد على جميع هذه المطاعن رداً مفصلاً، ولكني سأقتصر على أهمه.

ففيما يتعلق باتهام أبي هريرة في حديثه يقول الشيخ رشيد إن التهم ـ كما في الشرائع لا تثبت إلا بالبينة والدليل ولم يقم دليل واحد على صدق هذه التهمة، وإنما عرض لبعضهم شبه ـ قديماً وحديثاً ـ لكثرة روايته دون غيره من الصحابة، وهذه الشبه تزول إذا زال سببها وهو معرفة سبب كثرة رواياته وهو الموضوع الثاني ٣.

أسباب كثرة أحاديث أبي هريرة:

قال الشيخ رشيد: "لكثرة حديث أبي هريرة رضي الله عنه أسباب استخرجناها من عدة روايات:

أحدها: أنه قصد حفظ أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم، وضبط أحواله لأجل أن يستفيد منها ويفيد الناس، ولأجل هذا كان يلازمه ويسأله، وكان أكثر


١ المصدر السابق (١٩/٩٧) ، وانظر: السباعي: السنة (ص: ٢٩٤) ط. المكتب الإسلامي، بيروت ـ الرابعة ـ ١٤٠٥هـ.
٢ انظر مجلة المنار (١٩/٢٥) فقد نقل الشيخ رشيد هناك هذه المطاعن.
٣ انظر: مجلة المنار (١٩/٣٧) .

<<  <   >  >>