للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهي السنة "التي يجب أن تكون أصل القدوة" ١، وهي "ما كان عليه هو وخاصة أصحابه عملاً وسيرة فلا تتوقف على الأحاديث القولية" ٢. ويقول: "فالسنة لا يراد بها إلا السيرة والطريقة المتبعة عنه صلى الله عليه وسلم بالعمل ... " ٣.

ويفرق الشيخ رشيد بين اصطلاحي السنة والحديث: "فإن السنة سيرته صلى الله عليه وسلم وتُعرف من الصحابة بالعمل وبالإخبار كنحو "من السنة كذا" كما كانوا يقولون، والتحديث نقل كلامه كما هو المتبادر، وإن اصطلح المحدثون بعد ذلك على تسمية كل كلام فيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حديثا وسنة" ٤. ثم ينعى على المحدثين ذلك فيقول: "ومن العجائب أن يغبى ٥ بعض المحدثين أحياناً عن الفرق بين السنة والحديث في عُرف الصحابة الموافق لأصل اللغة فيحملوا السنة على اصطلاحهم الذي أحدثوه بعد ذلك ... " ٦، ولكن ما مصير هذا العدد الكبير من الأحاديث التي تبدأ بـ "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"؟ يجيب الشيخ رشيد على ذلك بقوله: "وأما الأحاديث التي لم يجر عليها عمل جماعة المسلمين والسواد الأعظم من أهل الصدر الأول، ولا كتبها الراشدون ولا غيرهم من الصحابة ولا دعوا إليها، وإنما انفرد بها بعض الذين صرفوا همتهم إلى جمع الروايات وحفظ الأخبار والآثار ففيها تفصيل ملخصه أنه لا يجب على كل مكلف البحث عنها ولكن في معرفتها مزيد علم، ومن عرف شيئاً منها وصحّ عنده متناً وسنداً بلا معارض أقوى منه وجب عليه أن يقبله ويهتدي به ... " ٧.

ويقول في موضع آخر: "وليعلم القارئ أن هذا البحث الأصولي


١ نفس المصدر (١٠/٨٥٢) .
٢ نفس المصدر والصفحة.
٣ نفس المصدر (١٠/٨٥٣) .
٤ نفس المصدر والصفحة.
٥ غبا عن الشيء: لم يفطن له، والمصدر: غباوة، وغبى على الشيء: إذا لم يعرفه. (الرازي: مختار الصحاح، ص: ١٩٦، مادة غبا) ط. مكتبة لبنان ـ بيروت.
٦ مجلة المنار (١٠/ ٨٥٣) .
٧ مجلة المنار (١٢/٦٩٩) .

<<  <   >  >>