للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عملاً وسيرة، فلا تتوقف على الأحاديث القولية ١. ويحمل الشيخ رشيد على المحدثين الذين "يغبون أحياناً عن الفرق بين السنة والحديث في عرف الصحابة الموافق لأصل اللغة فيحملوا السنة على اصطلاحهم الذي أحدثوه بعد ذلك..٢.

ويضيف الشيخ رشيد دليلاً آخر على مذهبه في الأحاديث القولية وهو نهي الصحابة عن رواية هذه الأحاديث ٣.

وقد بنى الشيخ رشيد كما رأينا على مسألة عدم كتابة الحديث في وقت متقدم، لا سيما من النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد ثبت أن ذلك وقع وأمر به النبي صلى الله عليه وسلم، وأملى الحديث عليهم، وأن الصحابة كتبوا ذلك وأمروا به وأن التابعين تابعوهم على ذلك، والأدلة على ذلك الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم بكتابة حديثه والأذن فيها كثيرة، منها:

أولاً: إذنه صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص بكتابة أحاديثه " القولية": فقد كان عبد الله بن عمرو حريصاً على العلم وكان يكتب كل شيء يقوله النبي صلى الله عليه وسلم فنهاه بعض الصحابة عن ذلك، فلجأ عبد الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستوضح منه الحكم الصحيح، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالكتابة، وأشار إلى فيه الشريف قائلاً: "أكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج مني إلا حقاً" ٤، ولا ريب أن إشارة النبي صلى الله عليه وسلم إلى فيه إشارة إلى كتابة أحاديثه القولية. وكان أبو هريرة رضي الله عنه يشهد لعبد الله بن عمرو بالحفظ ويرجع السبب في ذلك إلى كتابته ٥. وبهذه الطريقة تمكن عبد الله بن عمرو من جمع كتب كثيرة من الحديث النبوي.


١ نفس المصدر (١٠/ ٨٥٢)
٢ نفس المصدر (١٠/ ٨٥٣)
٣ نفس المصدر (١٠/ ٨٤٩)
٤ انظر: أحمد: المسند (٢/ ١٢)
٥ انظر: البخاري: الصحيح: ك: العلم. باب: ٣٩ كتابة العلم، ح: ١١٣ (١/ ٢٤٩ مع الفتح)

<<  <   >  >>