للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فليتبوأ مقعده من النار" ١، وكان إذا روى حرص على اللفظ، فقد روى حديث "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه (أو قال: لجاره) ما يحب لنفسه"، فقد تردد أنس في اللفظ فبيّن ذلك من حرصه على أداء اللفظ كما سمعه ٢.

المثال السابع: أبو بكرة - رضي الله عنه- روى حديث الكبائر فقال: "كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ (ثلاثاً) الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور (أو: وقول الزور) ... " ٣، وذلك أيضاً من الحرص على أداء ما سمع، وقد رواه أنس بلا تردد ٤.

وقد انتقل هذا المنهج للتابعين فقد تبعوا فيه الصحابة، ولنضرب لذلك ثلاثة أمثلة:

المثال الأول: أبو حازم ٥ عن سهل بن سعد؛ فقد روى عنه أبو حازم مرفوعاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً، أو سبعمائة ألف ... " قال مسلم: " لا يدري أبو حازم أيهما قال" ٦.

المثال الثاني: أبو الزبير ٧ عن جابر؛ فقد قال ابن جريج ٨: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يُسأَل عن المُهلِّ؟


١ انظر: مسلم: الصحيح: المقدمة، ح: ٢ (٢) [١/١٠]
٢ انظر: مسلم: الصحيح، ك: الإيمان، ح: ٧١و ٧٢ (٤٥) [١/٦٧ـ ٦٨]
٣ مسلم: الصحيح، ك: الإيمان، ح: ١٤٣ (٨٧) [١/٩١]
٤ مسلم: الصحيح، ك: كتاب الإيمان، ح: ١٤٤ (٨٨) [١/٩٢]
٥ هو: سلمة بن دينار، روى عن سهل بن سعد وأبي أمامة، إمام قدوة. السير (٦/٩٦) .
٦ مسلم: الصحيح، ك: الإيمان، ح: ٣٧٣ (٢١٩) [١/١٩٨ـ ١٩٩]
٧ هو: محمد بن مسلم بن تدرس، إمام حافظ، مولى حكيم بن حزام، روى عن جابر، وابن عباس، وابن عمر، وابن عمرو، وغيرهم. السير (٥/٣٨٠) .
٨ هو: عبد الملك بن عبد العزيز، الإمام العلامة الحافظ شيخ الحرم، صاحب التصانيف، وأول من دوّن العلم بمكة، حدث عن عطاء بن أبي رباح فأكثر عنه، ونافع مولى ابن عمر. السير (٦/٣٢٥) .

<<  <   >  >>