للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يردد هذه الآراء حتى في المجلدات الأخيرة من المنار ١، ومع ذلك فإني أرجو أن أكون قد أخطأت نصاً أو أسأت فهماً لكلام الشيخ رشيد ـ رحمه الله ـ.

وأما أخذ الشيخ رشيد بالسنن القولية كما حكى الدكتور السباعي فلا يتعارض مع نظريته تلك، فإنه يقول بجواز الاهتداء بالسنن القولية. وقد سبق بيان ذلك ٢.

أثر هذا الموقف للشيخ رشيد:

لقد كانت المكانة العالية التي تبوأها الشيخ رشيد في العالم الإسلامي وانتشار مجلته " المنار" ونشره لمذهب السلف الذي جعل المسلمين يلتفون حول مجلته، كل ذلك جعل رأي الشيخ رشيد في السنة ينتشر بين الناس الذين اطلعوا على مجلته وآرائه.

وأسوأ أثر لهذه الآراء هو الكتاب الذي أصدره "محمود أبو رية" حول السنة، وأعلن فيه رفضه لها جميعها وطعنه فيها وفي رواتها وناقليها. والحقيقة أن دعوى البحث والجد التي أعلنها أبو رية في مقدمة كتابه هي دعوى كاذبة. إن أبا رية لم يفعل شيئاً مما ادعاه هناك، وكل ما فعله أبو رية هو قراءة مجلة المنار، وجمع أقوال الشيخ رشيد رضا المتناثرة فيها، وزاد عليها سوء الظن وسوء الفهم، فكانت النتيجة هي: "أضواء على السنة المحمدية". لقد كان أبو رية، يردد بلا فهم ولا وعي كلام الشيخ رشيد رضا، ولقد نقل أبو رية عن الشيخ رشيد في كتابه ستة وعشرين مرة أو تزيد ٣، وكانت هذه النقول تطول حتى تبلغ صفحات من مؤلفات الشيخ رشيد لا سيما التفسير والمجلة. لقد وصل الأمر إلى أن عقد فصلاً كاملاً


١ انظر: مجلة المنار (٢٨/٤٧٤، ٢٩/٤٢، ٤٨ وما بعدها و ١٠٤ و٥٠٩ وما بعدها و٣٤/ ٣٦١ و٣٥/٦٤ وما بعدها) .
٢ انظر (ص:١٢٠) من هذا البحث.
٣ اعتمدت في عد هذه المرات على طبعة "أضواء ... " الرابعة التي طبعت في دار المعارف في مصر.

<<  <   >  >>