للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هل رجع الشيخ رشيد رضا عن هذه الآراء:

إن سبب إثارة هذه المسألة ما ذكره الشيخ مصطفى السباعي ١ ـ رحمه الله ـ وهو من معاصري الشيخ رشيد؛ فقد قال عنه: "أما السيد رشيد رضا ـ رحمه الله ـ فيظهر أنه كان في أول أمره متأثراً بوجهة أستاذه الشيخ محمد عبده ـ رحمه الله ـ وكان مثله في أول الأمر قليل البضاعة من الحديث، قليل المعرفة بعلومه، ولكنه منذ استلم لواء الإصلاح ... كثرت بضاعته من الحديث وخبرته بعلومه ... لقد أدْرَكْتُه ـ رحمه الله ـ في آخر حياته، وكنت أتردد على بيته فأستفيد من علمه وفهمه للشريعة، ودفاعه عن السنة ما أجد من حق تاريخه عليّ أن أشهد بأنه كان من أشد الناس أخذاً بالسنة (القولية) وإنكاراً لما يخالفها في المذاهب الفقهية" ٢.

وفي هذا النص مسائل: الأولى: أن قلة بضاعة الشيخ رشيد في علم الحديث رواية ودراية قد صرح بها هو نفسه فقال: " ... وصفت (بمحيي السنة) على ضعف حفظي للرواية، وقلة حظي من الدراية" ٣. وأما تخريجه للأحاديث فقد كان يعتمد فيها على كتاب "مفتاح الصحيحين" المطبوع المشهور، وقد اشتهر الشيخ رشيد بذلك وساعده على ذلك عدم اشتغال الأزهريين بالحديث وتبحرهم في المذاهب الفقهية والكلامية ٤.

وأما رجوع الشيخ رشيد عن آرائه في السنة ـ وإن كنت أرجوه ـ إلا أنني لم أجد عليه دليلاً إلا قول الدكتور السباعي المتقدم.

ولكن يوجد أدلة على ثبات الشيخ رشيد على هذه النظرية، فقد ظل


١ هو: مصطفى بن حسني أبو حسان السباعي عالم إسلامي مجاهد ولد بحمص، وتعلم بها وبالأزهر، وحصل على شهادة الدكتوراه من الأزهر، وعمل أستاذاً بكلية الحقوق بدمشق. ت: = = ١٣٨٤هـ. =١٩٦٧م. الزركلي: العلام (٧/ ٢٣١)
٢ السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي (ص: ٣٠)
٣ مقدمة مفتاح كنوز السنة (ص: ق) و (ص: س) .
٤ انظر: السباعي: السنة (ص: ٣٠) ، ورشيد رضا: مقدمة مفتاح كنوز السنة (ص: ق) .

<<  <   >  >>