للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ} ١ فقوله تعالى: "عند ربك: يعني الملك، وقوله: فأنساه الشيطان ذكر ربه: يعني يوسف".

وكذلك ما ورد في السنة من ذلك كقوله صلى الله عليه وسلم: "إن ربي تبارك وتعالى قد قتل ربك" ٢.

وأما ورد من كلام العرب من اطلاق هذا الاسم، كقول الحارث بن حلزة ٣:

وهو الرب والشهيد على يو م الحيارين والبلاء بلاء ٤

يريد المنذر بن ماء السماء، ولم يذكر مطلقاً في غير الشعر ٥. وهو بيت جاهلي.

وأما ما ورد في الكتاب والسنة فعلى ما كان متعارفاً عندهم وعلى ما كانوا يسمونهم به. ومنه قوله للسامري: {وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ} ٦ ٧.

ويفصل الشيخ رشيد هذا الحكم قائلاً: "فأما العرب فكانت تطلق لفظ "رب" على الناس: يقولون: رب الدار، ورب هذه الأنعام ـ لا رب الأنعام مطلقاً ـ قال عبد المطلب في يوم الفيل (أما الإبل فأنا ربها وأما البيت فإن له رباً يحميه) ٨ ويرى بعض العلماء أن هذا الاستعمال ممنوع في الإسلام،


١ انظر: الطبري: التفسير (١٦/ ١٠٩ ـ ١١١) (١٢/ ٢٤٧) ط. الحلبي بمصر، الثالثة ١٣٨٨هـ، الآلوسي: روح المعاني (ص: ٣٣) ط. دار إحياء التراث. مصورة عن ط. إدارة الطباعة المنيرية.
٢ انظر: أحمد بن حنبل: المسند (٥/ ٤٣)
٣ هو: الحارث بن حِلِّزة بن مكروه اليشكري الوائلي، شاعر جاهلي من أهل بادية العراق، أحد أصحاب المعلقات. الزركلي: الأعلام (٢/ ١٥٤)
٤ البيت في معلقته. انظر: شرح القصائد السبع الطوال: الأنباري (ص: ٢٧١) ط. دار المعارف.
٥ ابن منظور: لسان العرب (١/ ٤٠٠)
٦ سورة طه، الآية (٩٧)
٧ ابن منظور لسان العرب (١/ ٤٠) .
٨ ابن هشام: السيرة النبوية (١/ ٦١) ط. دار الفكر، القاهرة.

<<  <   >  >>