للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

انتشرت هذه المقالة بسبب "بشر بن غياث المريسي" ١ وطبقته وتوفي المريسي سنة ٢١٨هـ. إلا أن تأويلاته وشبهاته لم تمت بموته، بل بقيت حية في كتب المتكلمين من بعده.

وقد صنف الأئمة رحمهم الله في الرد على المريسي وطبقته وأشهر مصنف في ذلك ولا زال موجوداً إلى الآن هو ما صنفه: عثمان بن سعيد الدارمي المتوفى سنة ٢٨٨هـ ٢، ولقد حكم كثير من السلف بكفر المريسي ٣.

لقد بقيت أكثر شبهات وتأويلات المريسي وتناولها المتكلمون في مؤلفاتهم، ويتضح ذلك بالمقارنة بين ما ذكره الدارمي منها مع ما هو موجود في كتب القوم اليوم ٤، وما دام الأمر كذلك فلا بد أن تتواصل جهود العلماء في رد هذه الشبهات، وهو ما حدث فعلاً فقد قام العلماء من السلف فمن بعدهم بالتأليف للرد على أصحاب هذه التأويلات ٥. إلى أن


١ هو بشر بن غياث بن أبي كريمة مولى زيد بن الخطاب، أخذ الفقه عن أبي يوسف، وروى عن حماد بن سلمة وسفيان بن عيينة، مات سنة ٢١٨هـ. انظر: الذهبي: السير (١٠/١٩٩) وانظر اللالكائي: شرح الأصول (٣/ ٤٢٥)
٢ هو عثمان بن سعيد بن خالد بن سعيد: الإمام العلامة الحافظ الناقد صاحب المسند والتصانيف، ولد قبل المائتين بقليل، صنف "الرد على المريسي"، وطبعه: محمد حامد الفقي تلميذ رشيد رضا، وصنف أيضاً "الرد على الجهمية"، كان لهجاً بالسنة بصيراً بالمناظرة، مات سنة ٢٨٠هـ. انظر: الذهبي: السير (١٣/ ٣١٩ـ ٣٢٧)
٣ انظر: أسماء من حكم عليه بذلك عند اللالكائي: شرح أصول أهل السنة (٣/ ٤٢٦)
٤ انظر: مثلاً: الدارمي: الرد على المريسي (ص: ١٩و ٢٥و ٥٩) وقارن مع الرازي: أساس التقديس (ص: ٢و ١٠٢و ١٠٨و ١٠٩و ١٢٥) ط. كردستان العلمية بمصر. ١٣٢٨هـ. وقارن أيضاً مع عبد الجبار شرح الأصول الخمسة (ص:٢٢٦و ٢٢٧و ٢٣٢) ط. مكتبة وهبة بمصر، وانظر: عبد الجبار: "فصل الإعتزال" (ص: ٣٤٦) ط. الدار التونسية وقارن مع: الدارمي: الرد على المريسي (ص:١٣) ، وقد رد على أساس الرازي ابن تيمية في مؤلف حافل طبع بعضه باسم: نقض تأسيس الجهمية. ط. مطبعة الحكومة بمكة بأمر من الملك فيصل ـ رحمه الله ـ
٥ انظر: بعض هذه المؤلفات عند: ابن تيمية: الحموية (ص: ٢٤) ضمن مجموع الفتاوى جـ ٥.

<<  <   >  >>