للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في المقدمة ١، وهي أن الشيخ محمد رشيد نشأ ـ حين نشأ ـ على ما ينشأ عليه لداته من طلبة العلم، على كتب الأشعرية وشروحها ٢، وكان يظن ـ كغيره ـ أن هذه الكتب "هي وحدها منبع الدين وطريق اليقين" ٣ و "أن مذهب السلف ضعيف"٤ وأنه "أسلم ومذهب الخلف أعلم" ٥ ثم بعد اطلاعه على الكتب التي تبين مذهب السلف حق البيان " لاسيما كتب ابن تيمية علم عِلْم اليقين أن مذهب السلف هو الحق الذي ليس وراءه غاية ولا مطلب وأن كل ما خالفه فهو ظنون وأوهام لا تغني من الحق شيئاً ٦. وإذا بهذه الكتب "هي الكتب التي تجلي للمسلمين طريقة السلف المثلى وتورد الناس موردهم الأصلي، وإذا بقارئها يشعر ببشاشة الإيمان، ويحس بسريان برد الإيقان، وإذا الفرق بينها وبين كتب الأشاعرة كالفرق بين من يمشي على الصراط السوي وبين من يسبح في بحر لجي، تتدافعه أمواج الشكوك الفلسفية وتتجاذبه تيارات المباحث النظرية" ٧.

وتبين للشيخ رشيد أن "مذهب السلف الصالح أسلم وأعلم وأحكم" ٨ على خلاف ما يقوله متكلمو الأشعرية من أن مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم ٩.

ونبدأ بكلام الشيخ رشيد الذي يبين به أهمية العلم بصفات الله تعالى وفائدته فيقول: "أما العلم بالله تعالى وصفاته وأفعاله فهو معراج الكمال الإنساني ... " ١٠. ويقول عن فائدة العلم بهذه الصفات: "حسبكم من


(ص:١٥٦)
٢ انظر: تفسير المنار (٣/ ١٩٦)
٣ مجلة المنار (٨/ ٦١٤)
٤ تفسير المنار (٣/ ١٩٧)
٥ المصدر السابق (٣/ ١٩٦)
٦ المصدر نفسه (٣/ ١٩٧)
٧ مجلة المنار (٨/ ٦١٤)
٨ المصدر نفسه والصفحة.
٩ انظر: البيجوري: تحفة المريد على جوهرة التوحيد (ص: ١٠٨) ط. المعاهد الأزهرية.
١٠ تفسير المنار (٧/ ٥٠٠)

<<  <   >  >>