للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الممكنات ما هو أكمل منه وجوداً ـ وقد تقدم أنه أعلى الوجودات وأكملها فيه ـ والواجب هو واهب الوجود وما يتبعه، فكيف لو كان فاقداً للحياة يعطيها؟ فالحياة له كما أنه مصدرها" ١.

ويفرق الشيخ رشيد بين حياة الخالق تعالى وحياة المخلوق، فلا يفهم من القياس السابق، وهو قياس الأولى الذي اعتمد عليه في الدليل العقلي، أن حياة الخالق تشبه حياة المخلوق، فيقول: "حياة الخالق تعالى أعلى وأكمل من حياة جميع خلقه من الجن والإنس والملائكة، وهي لا تشبهها {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ٢ وإنما نفهم من إطلاقها اللغوي مع التنزيه أنها الصفة الذاتية الأزلية الأبدية التي يلزمها اتصافه بما وصف به نفسه من صفات الكمال بدونها، فهي لا يتوقف تعلقها على غيرها من الصفات ويتوقف تعقل الصفات عليها ... " ٣.

العلم:

أثبت أهل السنة "العلم" لله تعالى. صفة من صفات ذاته تعالى ٤.

وقد أنكرها الجهمية ٥ وأثبت المعتزلة الاسم ونفوا الصفة كمذهبهم في سائر الصفات الإلهية، لأن إثباتها يوجب ـ زعموا ـ تعدد القدماء عندهم، فقالوا: إن الله عالم قادر حي بنفسه لا بعلم وقدرة وحياة ٦، وقد تأثر المعتزلة في ذلك بالفلاسفة.


١ تفسير المنار (٣/ ٢٥ ـ ٢٦)
٢ سورة الشورى؛ الآية (١١)
٣ المصدر نفسه (١/ ٧٣)
٤ انظر: الدارمي: الرد على الجهمية (ص: ٥٨) ، وابن خزيمة: التوحيد (ص: ٩) ، والبيهقي: الأسماء = = والصفات (١/ ١٩٥) ، وابن منده: التوحيد (٢/ ٦٤)
٥ ابن خزيمة: التوحيد (ص: ٩) ، وانظر: البغدادي: الفرق بين الفرق (ص: ٢١١) ، والشهرستاني: الملل والنحل (١/ ٧٣)
٦ انظر: القاضي عبد الجبار: شرح الأصول الخمسة (ص:١٦٢ـ ١٦٣) ، وانظر: الأشعري: المقالات (١/ ٢٤٤ـ ٢٤٧) والشهرستاني: نهاية الإقدام (ص: ٩٠ ـ ٩١، ١٠٠) .

<<  <   >  >>