للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على جميع معاني صفات الأفعال الإلهية فظاهر، فإن رب العباد هو الذي يسدي إليهم كل ما يتعلق بخلقهم ورزقهم وتدبير شؤونهم من فعل دلت عليه أسماؤه الحسنى كالخالق البارئ المصور القهار الوهاب الرزاق الفتاح القابض الباسط، الخافض الرافع المعز المذل، الحكم العدل اللطيف الخبير ... " ١.

فالشيخ رشيد يستدل عليها بربوبية الله تعالى فإنها تدل دلالة عقلية على هذه الصفات.

ولم يتكلم رحمه الله عن صفات الفعل العقلية بأكثر من هذا، إلا صفة "الكلام" والتي ذكرت قبل أنها صفة ذات باعتبار وصفه فعل باعتبار آخر ٢ لذا فإنني أجعل الكلام عليها هنا مرة واحدة، وأجعلها مثالاً لصفات الفعل العقلية التي تكلم عليها الشيخ رشيد رحمه الله.

صفة الكلام:

يثبت السلف الكلام صفة لله تعالى مستندين إلى العقل والنقل. فيقولون: إن الله تعالى متكلم بكلام حقيقي، قائم بنفسه، يسمعه المخاطب بصوت وحرف، ولا يبحثون في كيفية تكلمه تعالى به ٣.

وأما الأدلة: فمن الكتاب: قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} ٤


١ تفسير المنار (١/ ٧٥)
٢ انظر: (ص:٣٦٣) من هذا البحث.
٣ ابن تيمية: شرح الأصفهانية (٧٣ و٨٧) ، وانظر: ابن أبي عاصم: السنة (١/ ٢٢٥) ، ابن خزيمة: التوحيد (ص: ١٣٦) ، والدارمي: الرد على المريسي (ص: ١٠٦) ، والرد على الجهمية (ص: ٧١ ـ٧٢) ، وابن منده: التوحيد (٣/ ٥١) ، والبيهقي: الأسماء والصفات (١/ ٢٩٧) ، وانظر: ابن أبي العز: شرح الطحاوية (ص: ١٧٤) ط. التركي والأرناؤوط، والأشعري: الإبانة (ص: ٨٧) ت: فوقية، والسجزي: الرد على من أنكر الحرف والصوت (ص: ١٤٥) وما بعدها، تحقيق أستاذي الدكتور: محمد با كريم با عبد الله، ط: الجامعة الإسلامية، الأولى ١٤١٣هـ.
٤ سورة النساء، الآية (١٦٤)

<<  <   >  >>