للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما القرآن فيرى الشيخ رشيد أنه كلام الله المسموع، فيقول: " ... والقرآن كلام الله تعالى نسب إليه في آيات كثيرة، كقوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} ١ وفي أحاديث متعددة وأجمع على ذلك المسلمون ... " ٢.

ويرد على الأشعرية في قولهم إن القرآن المكتوب في المصاحف ليس هو كلام الله على الحقيقة، فيقول: " ... لو كان ما تلقاه النبي صلى الله عليه وسلم من كلام الله تعالى هو معاني القرآن دون عبارته لكان القرآن كلامه صلى الله عليه وسلم لا كلام الله تعالى، لأن الكلام هو العبارة التي تتجلى فيها المعاني من علم المتكلم ... " ٣. ويقول: " ... وينسب كل كلام إلى من صدر منه وكان مجلى كلامه النفسي فالجملة من كلام زيد من الناس يتناقلها الناس بألسنتهم وأقلامهم وبآلات التلغراف والتلفون وكل منهم يقول إنها كلام زيد ... " ٤.

ويتخذ الشيخ رشيد موقفاً صحيحاً من مسألة خلق القرآن فيقول: "إن هذا القرآن المكتوب في المصاحف المحفوظ في الصدور المتلو بالألسنة هو كلام الله تعالى المنزل على قلب رسوله محمد صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله تعالى ليس فيه صنع ولا عمل. والقول بأنه مخلوق على الإطلاق أو باعتبار قراءته أو كتابته من البدع المذمومة التي لم يأذن بها الله ولا قال بها رسول ولا أصحاب رسوله ولا التابعون لهم في هدايتهم ولا هي مما تحتاج إليه الأمة في حفظ دينها ولا مصلحة دنياها، ومن البدع أيضاً أن يقال أن حروفه مخلوقة، وأن قراءتي له مخلوقة وربما كان ذريعة إلى ما هو شر منه ... " ٥.

وهذا هو الموافق لما عليه السلف إذ كانوا يشددون في هذه الألفاظ البدعية ٦.


١ سورة التوبة، الآية (٦)
٢ مجلة المنار (٢١/ ٤٧٣)
٣ المصدر نفسه والصفحة.
٤ المصدر نفسه والصقحة.
٥ المصدر نفسه (١٢/ ١٨٢)
٦ انظر: اللالكائي: شرح أصول أهل السنة (٢/ ٣٤٦ـ ٣٥٩) ، وعبد الله بن أحمد: السنة (١/ ١٠٢) وما بعدها.

<<  <   >  >>