للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} ١. وبناء على هذه الآيات يجب إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه من العين لا سيما وقد جاءت السنة موافقة للكتاب في ذلك. فقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} إلى قوله {سَمِيعاً بَصِيراً} ٢ ثم وضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه ٣ تحقيقاً للصفة. وفي أحاديث صفة الدجال "إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور" ٤ وفي أحد رواياته "إن الله ليس بأعور وأشار بيده إلى عينه" ٥ وكان هذا كافياً عند أهل السنة لإثبات هذه الصفة ٦. وتأولها الجهمية ٧.

وفي تفسير قوله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} ذهب الشيخ رشيد إلى إثبات هذه الصفة وما تلزمها من لوازم كالحفظ والعناية، فقال: " أي واصنع الفلك الذي سننجيك ومن آمن معك فيه حال كونك ملحوظاً ومراقباً بأعيننا من كل ناحية، وما يلزمه من حفظنا في كل آن وحالة ... " ٨.


١ سورة الطور، الآية (٤٨)
٢ سورة النساء، الآية (٥٨)
٣ رواه أبو داود: ك: السنة، باب في الجهمية، ح: ك ٤٧٢٨ (٥/ ٩٧ ـ الدعاس) ، وعثمان الدارمي: الرد على المريسي (ص: ١٥٢) ، وابن خزيمة: التوحيد (ص: ٤٢ ـ٤٣) ت: هراس.
٤ ورد هذا المعنى في عدة أحاديث، انظر: البخاري: الصحيح: ك: الفتن، ح: ٧١٢٧ و٧١٣١ (١٣/ ٩٦ ـ٩٧) مع الفتح، ومسلم: الصحيح: ك الفتن، ح: ١٠٠ و١٠١ (٢٩٣٣) [٤/ ٢٢٤٧ ـ ٢٢٤٨]
٥ انظر: البخاري: الصحيح: ك: التوحيد، باب قول الله {ولتصنع على عيني} ح: ٧٤٠٧. [١٣/٤٠١]
٦ انظر: الدارمي: الرد على المريسي (ص: ٤٢ ـ ٤٣ و٤٨ و١٥٢) ، وابن خزيمة: التوحيد (ص: ٤٢) ، والبخاري: الصحيح: ك: التوحيد، باب قول الله {ولتصنع على عيني} (١٣/ ٤٠١) مع الفتح، والبيهقي: الأسماء والصفات (٢/ ٤٢)
٧ انظر: الرازي: أساس التقديس (ص: ٢) ، وعبد الجبار: شرح الأصول الخمسة (ص: ٢٢٧)
٨ تفسير المنار (١٢/ ٧٣)

<<  <   >  >>