للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأولها الجهمية بالصفة، كما أنهم تلاعبوا في إرجاع الضمائر في الروايات المتقدمة ١.

وأما الشيخ رشيد فقد أشار إلى حديث البخاري: "خلق الله آدم على صورته" وقال: "قيل إن الضمير في صورته لآدم أي: صورته المعهودة لم يتغير من طور إلى طور آخر وقيل إنه قاله لمن ضرب عبده فالضمير للعبد، ولكن ورد في رواية أخرى "على صورة الرحمن"" ٢.

فالشيخ رشيد قد أورد بعض التأويلات المذكورة، ثم أورد رواية أخرى تردها ولكنه لم يعلق عليها بشيء.

كما أنه أورد روايات أخرى فيها ذكر الصورة ونقل كلام الشراح عليها ثم قال: "ذكر النووي في شرحه لحديث أبي هريرة من صحيح مسلم مذهب السلف في أمثال هذه الألفاظ والصفات وهو الإيمان بها وحملها على ما يليق بجلال الله تعالى وعظمته وتنزيهه كما تقدم ... " ٣.

وأما مذهب السلف فهو ما ذكرته قبل قليل من الإيمان بالصورة ومعناها اللغوي ـ مع تنزيه الله تعالى عن مشابهة خلقه ـ وإمرار الأحاديث على ظاهرها، وتفويض الكيفية لا المعنى، وأرجو أن يكون هذا هو مراد الشيخ رشيد. وهذا هو مذهب السلف في كل الصفات وكما قرره الشيخ رشيد غير مرة، ومن الممكن أن نتأول على ذلك قوله في معنى الصورة:

"وقد اختلفوا في معنى الصورة وأولوها أيضاً، والأظهر أنها عبارة عما يقع به التجلي من حجاب ومنه رداء الكبرياء الذي سبق الكلام فيه ... " ٤.


١ انظر: الرازي: أساس التقديس (ص: ٨٣) وما بعدها، وانظر: ابن حجر: فتح الباري (١١/ ٥)
٢ تفسير المنار (٧/ ٤٧٤) بالحاشية.
٣ المصدر نفسه (٩/ ١٤٦)
٤ المصدر نفسه والصفحة، إلا إن كان الشيخ رشيد يريد بالتجلي أنه يتجلى في صورة كما ورد في بعض الروايات، يتجلى وتبدى. انظر: مسلم: الصحيح: ك: الإيمان، ح: ٣١٦ (١٩١) [١/ ١٧٧ ـ ١٧٨] ، والترمذي: السنن: ك: صفة الجنة، باب: ما جاء في أسواق الجنة، ح: ٢٥٤٩، وقال: هذا حديث غريب (٤/ ٦٨٦) ، وابن ماجه: السنن: ك: الزهد، باب: صفة الجنة، ح: ٤٣٣٦، وضعفه الألباني.

<<  <   >  >>