للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لن تروا ربكم حتى تموتوا" ١...." ٢ ويرجح رشيد رضا رأي أم المؤمنين عائشة في النفي ٣ لأنه " أصح سنداً وأقوى دليلاً" ٤ وأما رأي ابن عباس ٥ رضي الله عنهما فهو بالاستنباط من الأدلة ولم يكن عنده حديث مرفوع ٦.

وهذا الذي ذهب إليه في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه بعين رأسه يقظة في الدنيا هو الراجح عند جمهور أهل السنة كما سبق. وهو مذهب أم المؤمنين عائشة وأبي هريرة ـ رضي الله عنهما ـ ٧.

وأما الرؤية في الآخرة، فبعد أن ذكر الشيخ رشيد تعارض أدلة المثبتين والنافين لها من القرآن يقول: "وإذا كانت الآيات التي استدل بها كل فريق ليست نصاً قاطعاً في مذهبه ففي الأحاديث المتفق عليها ما هو نص قاطع لا يحتمل التأويل في الرؤية وتشبيهها برؤية البدر والشمس في الجلاء والظهور وكونها لا مضارة فيها ولا تضام ولا ازدحام ... " ٨.

غير أن الشيخ رشيد لا يترك الاستدلال بأدلة القرآن بل يستدل بها ويبين وجه دلالتها، فلقد ذكر استدلال أهل الإثبات بقوله تعالى {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} ٩، وقال: ".. فنفي الإدراك يستلزم إثبات رؤية لا إدراك فيها، فكأنه قال: لا تدركه الأبصار التي تراه وهو يدرك الأبصار التي يراها ويحيط بها. ونظيره قوله تعالى: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ


١ رواه مسلم: الصحيح: ك: الفتن وأشراط الساعة، ح: ٩٥ (٢٩٣٠) [٤/ ٢٢٤٥] ، وانظر: ابن ماجه: السنن، ك: الفتن، باب: فتنة الدجال، ح: ٤٠٧٧.
٢ تفسير المنار (٩/ ١٤٧)
٣ انظر: مسلم: الصحيح: ك: الإيمان، ح: ٢٨٧ (١٧٧) وما بعده (١/ ١٥٩)
٤ تفسير المنار (٩/ ١٤٧)
٥ انظر: مسلم: الصحيح، ك: الإيمان، ح: ٢٨٥ (١٧٦) (١/ ١٥٨) ، وانظر: الهيثمي: مجمع الزوائد (١/٧٩)
٦ تفسير المنار (٩/ ١٤٨)
٧ انظر: مسلم: الصحيح، ك: الإيمان، ح: ٢٨٣ (١٧٥) وح:٢٨٧ (١٧٧) [١/ ١٥٨ ـ ١٥٩]
٨ تفسير المنار (٩/١٥٢)
٩ سورة الأنعام: الآية (١٠٤)

<<  <   >  >>