للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللاحق١. وهذا الذي ذهب إليه الشيخ رشيد هو المذهب الحق وعليه أهللعبادة محبة الله، بل إفراده تعالى بالمحبة، فلا يحب معه سواه وإنما يحب ما يحبه لأجله وفيه.."٢.

رابعا: الذبح:

الذبح لله تعالى عبادة، وهو من خصائص الإلهية، فمن ذبح لغير الله تعالى فقد شبهه به وأشرك معه غيره في عبادته٣. ولقد دلت على ذلك نصوص كثيرة منها قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ٤، فهذه الآية تعبد الله تعالى عباده بأن يتقربوا إليه بالنسك، كما تعبدهم بالصلاة وغيرها من أنواع العبادات فإذا تقربوا إلى غير الله بالذبح أو غيره من أنواع العبادة فقد جعلوا لله شريكاً في عبادته ولذلك قال: {لا شَرِيكَ لَهُ} ٥.

يقول الشيخ رشيد عند تفسيره لهذه الآية: "والعبادات إنما تمتاز على العادات بالتوجه فيها إلى المعبود تقرباً إليه وتعظيماً له وطلبا لمثوبته ومرضاته، وكل من يتوجه إليه المصلي أو الذابح بذلك ويقصد به تعظيمه فهو معبود له ... "٦. ويقول مبينا كيفية تسرب الشرك في هذه العبادة، إلى أهل الكتاب والمسلمين: "وقد كانت الذبائح عند الوثنيين من العبادات يقربونها لآلهتهم ويهلون بها، ثم سرى ذلك إلى بعض أهل الكتاب فخرجوا


١ المصدر نفسه (٢م٧٠) وقارن: المقريزي: تجريد التوحيد (ص:٦١-٦٢) وعبد الرحمن بن حسن: فتح المجيد (ص:٣٣٩) وعبد الرحمن بن ناصر السعدي: القول السديد (ص:٩٥) .
٢ المقريزي: تجريد التوحيد (ص:٦١) ولنظر: أيضا: ابن تيمية: العبودية (ص:٦ و٣٥) .
٣ المقريزي: تجريد التوحيد،) ص: (ص:٢٨) .
٤ سورة الأنعام، الآيتان (١٦٢ و١٦٣) .
٥ عبد الرحمن بن حسن: فتح المجيد (ص:١٤٨) (
٦ تفسير المنار (٧/٢٤٣) .

<<  <   >  >>