للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خلاف جميع الذنوب التي يقترفها العبد ١.

يقول الله تعالى ـ مبيناً وصاياه لعباده ـ مبتدئاً بأشدها حرمة وهو الشرك: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ... } ٢.

قال الشيخ رشيد: "بدأ تعالى هذه الوصايا بأكبر المحرمات وأفظعها وأشدها فساداً للعقل والفطرة وهو الشرك بالله تعالى سواء كان باتخاذ الأنداد له أو الشفعاء المؤثرين في إرادته ... وما يذكر بهم من صور وتماثيل وأصنام أو قبور ... وتقدير الكلام: أول ما أتلوه عليكم في بيان هذه المحرمات وما يقابلها من الواجبات ـ أو ـ أول ما وصاكم به تعالى من ذلك هو: أن لا تشركوا بالله شيئاً من الأشياء وإن كانت عظيمة في الخلق كالشمس والقمر والكواكب أو عظيمة في القدر كالملائكة والأنبياء والصالحين ... " ٣.

ومفاسد الشرك ومخاطره كثيرة، بل إن الشرك كله مفاسد ومخاوف، وأول هذه المفاسد وأخطرها هو تسببه في حبوط عمل المشرك؛ فإنه مفسدة بالغة بحيث لا ينفع معها عمل صالح. يقول الشيخ رشيد: " ... أما الدليل على الحبوط فآيات صريحة في القرآن، منها قوله تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} ٤ {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ٥ {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ٦ {فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً} ٧ ... " ٨.


١ انظر: عبد الرحمن بن حسن: فتح المجيد (ص: ٧٨) ، وانظر أيضاً: المقريزي: تجريد التوحيد (ص: ٢٤) وما بعدها.
٢ سورة الأنعام، الآية (١٥١)
٣ تفسير المنار (٨/ ١٨٤)
٤ سورة الزمر، الآية (٦٥)
٥ سورة الأنعام، الآية (٨٨)
٦ سورة المائدة، الآية (٥)
٧ سورة الكهف، الآية (١٠٥)
٨ مجلة المنار (٣١/ ٥٠)

<<  <   >  >>