للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الشاعر:

فخرت فانتمت قلت أنظريني ... ليس جهل أتيته ببديع١

فالبدعة: اسم هيئة من الابتداع٢، وهي كل ما أحدث واخترع على غير مثال سابق. وهي –بهذا المعنى- تقال في المدح والذم، لأن المراد أنه أتى بشيء مخترع على غير مثال سابق، سواء كان خيرا أو شرا، وإن كان استعمال لفظة البدعة قد غلب على الحدث المكروه في الدين٣. فتدور هذه المادة على معنى الإحداث والاختراع.

تعريف البدعة شرعاً:

وفي معنى البدعة الشرعي يوجد اتجاهان، الأول: يعرفها تعريفاً واسعاً فيجعلها تشمل كل ما أحدث بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجعل منها الحسن والمذموم٤. والثاني: يجعل البدعة الشرعية هي الحدث المذموم في الدين مما ليس له أصل في الشرع، ولا تكون إلا مذمومة٥. من الفريق الثاني كان الشيخ رشيد رضا، وقد تبع في ذلك الشاطبي في الاعتصام والذي كان معجبا به أيما إعجاب٦.


١ انظر: أبو عبيدة معمر بن المثنى: مجاز القرآن (٢/٢١٢) .
٢ انظر: علي محفوظ: الإبداع (ص:٨٥) وانظر: سيبويه الكتاب (٤/٤٤-٤٥) .
٣ ابن الأثير: النهاية (١/١٠٧) .
٤ ويعتبر العز بن عبد السلام (ت: ٦٦٠هـ) على رأس القائلين بالتقسيم. انظر: قواعد الأحكام له (٢/١٧٢) وما بعدها، ط. المكتبة البخارية الكبرى بمصر، وينسب ذلك –أي القول بالتقسيم- إلى الشافعي رحمه الله. انظر: أبو شامة الباعث (ص: ٢٨) ط. مكتبة المؤيد، الطائف، الأولى، ١٤١٢هـ، والغزالي أيضا ممن قال به. انظر: الإحياء (٣:٢) ، وابن الأثير: النهاية (١/٩٧) .
٥ وعلى رأس هؤلاء الإمام مالك. انظر: الفروق: للقوافي (٤/٢٢٩) ط. دار إحياء الكتب العربية، والإمام أحمد، انظر: اللالكائي: شرح أصول أهل السنة (١/١٥٦ برقم: ٣١٧) ، وابن تيمية: اقتضاء الصراط المستقيم. (٢/٥٨٣) ، والشاطبي: الاعتصام (١/١٨٨) ط. المكتبة البخارية الكبرى بمصر، وابن الوزير: إيثار الحق (ص:١٠٧/١٠٩) .
٦ انظر: الشاطبي: الاعتصام (١/١٩١) وما بعدها، فقد رفض هذا التقسيم بشدة ورده على أصحابه.

<<  <   >  >>