للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ب – التصرف في الكون:

وما يدعيه الصوفية لهؤلاء الموظفين، أنهم يجتمعون في ديوان "يجتمع فيه الأحياء والميتون فما أقروا عليه فهو الذي يقع في الكون ... "١. ويزعمون: "أن منهم من يتصرف في الكون ويقدر على قلب نواميسه وتبديل سننه وتحويلها، فيسعد ويشقى ويفقر ويغني مكن غير سبب غير مجرد تصرفه ... "٢.

وبين الشيخ رشيد خطورة هذا الاعتقاد على العامة وتوحيدهم لأنهم "متى سلموا بها جزموا بأن مثل هذا الولي يفعل ما يشاء فيصرفون قلوبهم إليه ويطلبون حوائجهم منه، فيكونون قد اتخذوه إلهاً ... "٣.

ويقول عن هذا الاعتقاد: "هذا الاعتقاد هو الذي شقي به قبل الإسلام من لا يحصى من الأقوام، هذا الاعتقاد هو الذي يقيد إرادة الإنسان بإرادة غيره من أبناء جنسه ... وهذا الاعتقاد هو المرض الذي يفسد العقل ويجعله يرجوا م لا يرجى ويخاف مما لا يخاف، هذا الاعتقاد هو شعبة من الشرك ... "٤.

ويقول: "إن الإيجاد والتصرف في الأشياء بمقتضى الإرادة المعبر عنها بكلمة "كن" هو خاص بخالق العالم ومدبره ... "٥.

إن الذي يدعيه الصوفية في أوليائهم هم من خصائص الربوبية فالذي يسعد ويشقي ويمنع ويعطي هو الله تعالى، ويترتب على هذا الشرك في الربوبية، شرك في الألوهية بتوجه هؤلاء الدهماء المغفلين، الذين يصدقون باعتقاد تصرف الأولياء في الكون إلى هؤلاء بأنواع العبادة المختلفة والتي لا تنبغي إلا لله تعالى.


١ مجلة المنار (٧/٤٣٤) .
٢ المصدر نفسه (٢/١٤٧-١٤٨) .
٣ المصدر نفسه (٧/٢٩٧) .
٤ مجلة المنار (٢/٢١٢-٢١٣) والصواب أن هذا الاعتقاد هو الشرك بعينه.
٥ المصدر نفسه (٧/٢٨١) .

<<  <   >  >>