للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مجلسهم مجلس الشيطان لا مجلس الرحمن، ولا يجوز إفشاء السلام عليهم ... فيترك السلام خوفاً أن يظنوا أنهم محقون مكرمون مرضي عنهم ... "١.

ومن بدع الذكر الصوفي ذكر الله تعالى بأسمائه مفردة، فيقولون: الله الله، حي حي حي، وربما ذكروا بالضمير: هو هو هو، ونادوه: يا هو٢.

واحتجوا بان الذكر لم يرد مقيدا بل مطلقا فيجوز ذكره تعالى بكل طريق، وببعض الآثار كقوله صلى الله عليه وسلم: " ... حتى لا يقال في الأرض: الله الله٣، وبإجماع الصوفية لا سيما كبراؤهم٤.

وقد رد الشيخ رشيد على كل تلك الشبهات، فمنع الدعوى الأولى بأن الذكر جاء مقيدا ومطلقا فيحمل هذا على ذاك، وبعدم حجية كلام الصوفية في إثبات العبادة، وأما الأحاديث فقال: "وأما حديث أنس فقد ورد بروايات وفي أحدها بلفظ "على أحد أن يقول لا إله إلا الله" ٥ وفي زيادة: "ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر" ٦، والظاهر أن المراد من الرواية الأولى ما هو بمعنى الثانية، أي لا أحد يذكر الله وحده في إسناده الأمور إليه، والروايات وردت برفع لفظ الجلالة لا بسكونه واللفظ في العربية لا بكون مرفوعا ولا منصوبا ولا مجرورا إلا في الكلام المركب ... "٧.

ومن البدع التي أنكرها الشيخ رشيد في الذكر الصوفي، بدعة الذكر


١ مجلة المنار (١٢/٢٧٣) وما بعدها، والمفتون بذلك هم جماعة من المدرسين على المذاهب الأربعة بالأزهر، انظر أسمائهم وتوقيعاتهم في المصدر المحال عليه.
٢ انظر الوكيل: مصدر سابق (ص: ١٤٤-١٤٥) .
٣ مسلم: الصحيح: ك: الإيمان، ح٢٣٤ (١٤٨) (١/١٣١) .
٤ انظر: مجلة المنار (١٤/٩٩-١٠٣) .
٥ هذا لفظ الحاكم: المستدرك (٤/٤٩٤) ، قال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
٦ رواه بهذا اللفظ: الحاكم: المستدرك (٤/٤٩٤) وقال: صحيح على شرط مسلم، والخطيب في تاريخ بغداد (٣/٨٢) .
٧ مجلة المنار (٩/٢٩٠، و١٤/٩٩-١٠٣) .

<<  <   >  >>