للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مع نطق العدد دون تكرار اللفظ: كأن يقال: سبحان الله ألف مرة، والحمد لله ثلاثا، أو نحوه، لأن ذلك يقضي – إذا سلم- أنه يجوز أن نغير الأذان بأن يقول المؤذن: "الله أكبر أربع مرات، أشهد أن لا إله إلا الله مرتين" ... وهكذا بذكر لفظ العدد، وما هو إلا قياس شيطاني يراد به إفساد الدين، فهو قول باطل لا يلتفت إليه ... "١.

د) - الكشف الصوفي:

من أصول الدين الإسلامي أنه لا يعلم الغيب إلا الله تعالى، قال تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ... } ٢ وأن الخلق مهما كانت منزلة أحدهم لا يصل إلى معرفة الغيب إلا من شاء الله يطلعه على ما شاء من ذلك. قال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} ٣.

ولكن الصوفية خالفوا آيات الكتاب وادعوا علم الغيب وسموا ذلك كشفا. وهو لفظ عام يدخل تحته أمور: منها رؤية النبي يقظة، وكذلك الأولياء بعد موتهم، والرؤى في المنام، والإلهام والفراسة والهواتف، وخرق الحجب الحسية، وإطلاع على المغيبات بعين البصر أو البصيرة٤.

وجعل الصوفية الكشف من كمصادر تلقي الدين عندهم٥.

ولقد رد الشيخ هذا الأصل الصوفي، وهذه الدعوى الواهية، فقال: "لم يقل أحد من أئمة المسلمين أن الكشف من الدلائل الشرعية أو من مآخذ الأحكام الدينية، ولا يقبل أحد من المتكلمين ولا من المحدثين، ولا من الفقهاء الاحتجاج بحديث لم تصح روايته بالطرق المعروفة في علم


١ المصدر نفسه (٧/٤٦٣-١٦٤) وقارون مع الوكيل: هذه هي الصوفية (ص: ١٤١) وما بعدها.
٢ سورة النمل، الآية (٦٥) .
٣ سورة الجن، الآية (٢٦) .
٤ انظر: ابن تيمية: مجموع الفتاوى (١١/٣١٣) .
٥ انظر: صادق سليم: المصادر العامة للتلقي عند الصوفية (ص: ١٨٣) وما بعدها.

<<  <   >  >>