للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقرر رشيد رضا أن من أصول العقائد الإسلامية أنه يجب الإيمان بأن الله تعالى أرسل في كل الأمم رسلاً منهم من قص على رسولنا ومنهم من لم يقصص عليه، وأنه يجب الإيمان بمن ذكر منهم في القرآن إيماناً تفصيلياً، أي تجب معرفتهم بأسمائهم ١ وهؤلاء الرسل الذين يجب الإيمان بهم تفصيلاً ـ كما يقول رشيد رضا ـ هم المسرودة أسماؤهم في السور المكية وأجمعها آية سورة الأنعام، وآيات قصصهم في سورة هود ٢ والشعراء ٣، والرسل الذين لم يقصصهم الله تبارك وتعالى، ويجب الإيمانبهم إجمالاً أي دون معرفة أسمائهم وعددهم؛ هم الرسل الذين أرسلهم الله تعالى إلى الأمم المجهولة علمها وتاريخها. قال: " وحسبنا العلم بأن الله تعالى أرسل الرسل في كل الأمم فكانت رحمته بهم عامة لا محصورة في شعب معين احتكرها لنفسه كما كان يزعم أهل الكتاب غير مبالين بكونه لا يليق بحكمة الله، ولا ينطبق على سعة رحمته، قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} ٤ ... " ٥.

ويحدد رشيد رضا أسماء الرسل الذين يجب الإيمان بهم تفصيلاً وهم المذكورون في القرآن فقط، ولكنه يذكر أن العدد المتفق على رسالته منهم هو ثلاثة وعشرون فقط ـ إذا أن هؤلاء هم: "المجمع على وجوب الإيمان برسالتهم" ٦. قال: "فجملة هذه النقول ... أن آدم مختلف في رسالته وأن إدريس مختلف في رسالته وفي كونه هو إلياس المذكور في آيات سورة الأنعام.." ٧.

ومع أن رشيد رضا يقر بوجود رسل لم يقصصهم الله تعالى علينا إلا أنه لا يعترف بالعدد الوارد في الأحاديث المشار إليها أول هذا المبحث،


١ تفسير المنار (٧/٦٠١)
٢ انظر: سورة هود: الآيات (٢٥، ٥٠، ٦١، ٦٩، ٨٤)
٣ انظر: سورة الشعراء: الآيات (١٠٥، ١٢٣، ١٤٢، ١٦١، ١٧٨)
٤ سورة النحل: الآية: (٣٦)
٥ تفسير المنار (٦/٧٠)
٦ المصدر نفسه (٧/٦٠٥)
٧ المصدر نفسه.

<<  <   >  >>