للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معصوماً كالأنبياء ولم يرتكب الفاحشة قط، فقد شهد ببراءة يوسف من الذنب كل من له تعلق بتلك الواقعة من زوج وحاكم ونسوة وملك، وادعى يوسف ذلك واعترف له خصمه بصدق ما قال مرتين، وشهد بذلك رب العالمين وهو أصدق القائلين ١.

ثالثاً: سحر النبي صلى الله عليه وسلم:

ومما يشبه أن يكون شبهة على عصمة الأنبياء، ما روي من "أن اليهود سحروا النبي صلى الله عليه وسلم حتى أنه كان يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله" ٢. وفي رواية: "حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن" ٣، وطعن بعض الملحدة في الشرع متمسكين بهذا الحديث ٤، كما أن بعض المبتدعة أنكرته بزعم أن تجويز ذلك يطرح الثقة بالشرائع. وممن أنكر أحاديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم الشيخ محمد عبده ٥.

وكان رشيد رضا قد أورد هذه الأحاديث ضمن الأحاديث التي ينبغي أن ترد لعلة في متنها لأنها تمثل شبهة على الدين، ولأن نفس النبي صلى الله عليه وسلم أقوى من أن يكون لمن دونه تأثير فيها ٦، ونسب رشيد رضا رد هذه الرواية للأستاذ الإمام. ولكن رشيد رضا أورد هذا الحديث في السياق الذي أشرت إليه ليمثل للأحاديث التي ترد لعلة في متنها، وإن صح بحسب صناعة تعديل الرجال سندها ٧. إلا أنه عندما هاجمه يوسف الدجوي ـ


١ انظر: الرازي: عصمة الأنبياء (ص: ٧٥ ـ ٧٦)
٢ انظر: البخاري: الصحيح، ك: الطب، باب: السحر، ح: ٥٧٦٣ و٥٧٦٦، ومسلم: الصحيح، ك: السلام، ح: ٤٣ (٢١٨٩)
٣ البخاري: الصحيح، ك: الطب، باب: هل يستخرج السحر، ح: ٥٧٦٥.
٤ انظر: القاضي عياض: الشفا (ص: ١٦٠) ، وابن القيم: زاد المعاد (٤/ ١٢٤) ، وابن حجر: فتح الباري (١٠/ ٢٣٧)
٥ انظر: محمد عبده: تفسير جزء عم (ص:١٨٣ ـ ١٨٤) ط. الجمعية الخيرية الإسلامية بالقاهرة، ط. الثانية، بمطبعة مجلة المنار، مصر، ١٣٢٩هـ
٦ مجلة المنار (١٤/ ٦٢٣)
٧ المصدر نفسه (١٤/ ٦٢٤)

<<  <   >  >>