للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو ما نقول أنه موجب العصمة. إلا أن أهل الكتاب لا يقولون بهذه العصمة للأنبياء يقول رشيد رضا: "وأهل الكتاب لا يقولون بهذه العصمة، وكتبهم المقدسة ترمي بعض الأنبياء بكبائر الفواحش المنافية لحسن الأسوة، بل المجرئة على الشرور والمفاسد.." ١.

ولا يقف الأمر بأهل الكتاب عند مجرد الدعوى النظرية بل ينسبون إلى الأنبياء في كتبهم ارتكاب جميع الموبقات التي يستنكف عامة المسلمين عن مجرد الحديث عنها. وسأقتصر هنا على ذكر أسماء بعض الأنبياء الذين ورد ذكرهم في الآية السابقة، فمثلاً تنسب التوراة إلى يعقوب عليه السلام أنه سرق مواشي من حميه وخرج خلسة دون أن يراه أحد ٢. وأما إبراهيم الخليل ـ عليه السلام ـ فقد قدم ـ بحسب رواية التوراة ـ امرأته سارة إلى فرعون حتى ينال الخير بسببها ٣. ومن ذلك أيضاً: أن لوطاً عليه السلام شرب خمراً حتى سكر، ثم قام على ابنتيه فزنا بهما الواحدة بعد الأخرى كما تزعم رواية التوراة ٤. وأما دواد الذي يقول في صفته القرآن {إِنَّهُ أَوَّابٌ} ٥ فيقول العهد القديم: إنه زنا بزوجة رجل من قواد جيشه ثم دبر حيلة لقتل الرجل، فقتل وأخذ داود الزوجة وضمها إلى نسائه فولدت له سليمان ٦. وأما سليمان الذي يصفه القرآن بأنه {نِعْمَ الْعَبْدُ} ٧، فيقولون: إنه ارتد في آخر عمره وعبد الأصنام، وبنى لها المعابد بسبب حب النساء الوثنيات اللاتي أملن قلبه ٨. ويقولون: إن هارون صنع عجلاً وعبده مع بني إسرائيل ٩.


١ الوحي المحمدي (ص: ٥١)
٢ انظر: التوراة: سفر التكوين: إصحاح: ٣١ عدد١٧
٣ المصدر نفسه الخروج: إصحاح: ١٢ عدد ١١٤
٤ المصدر نفسه تكوين: إصحاح: ١٩: عدد٣٠
٥ سورة ص: الآية (١٧) والأواب: التواب (الراغب: المفردات، ص: ٩٧، أوب)
٦ صموئيل الثاني: إصحاح: ١١/ عدد: ١
٧ سورة: ص: الآية (٣٠)
٨ الملوك: الأول: (١١/٥)
٩ الخروج: (٣٢/ ١) .

<<  <   >  >>