للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مجلته "المنار" فقد تلقف ذلك منه كثيرون، فتأثروا به ورددوا دعاويه التي رددت عليه آنفاً.

لقد ردد أحمد أمين ١، نفس الشبه التي ذكرها الشيخ رشيد ٢، وكذلك أبو ريه ٣، وابن محمود ٤ وغيرهم. وورث تلامذة الشيخ رشيد فيما ورثوا منه هذه الأفكار في إنكار المهدي ورد الأحاديث بلا بينة بل بالتشهي، فقد وجد ـ من أنصار السنة تلامذة رشيد رضا ـ من ينكر المهدي، ويرد الأحاديث بنفس الطريقة التي اتبعها الشيخ رشيد ٥.

ثالثاً: نزول المسيح عليه السلام:

ومما هو ثابت بالكتاب والسنة الصحيحة أن عيسى عليه السلام رفعه الله تعالى إلى السماء حياً عندما تكالبت عليه اليهود وأرادوا قتله، فهو حي في السماء، وسينزل إلى الدنيا قبل القيامة فيقتل الدجال، ويكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية، ونزوله هذا ثابت بالكتاب وبالسنة المتواترة وإجماع المسلمين.

فأما الكتاب، فقد قال الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً} ٦، والضمير في قوله {قَبْلَ مَوْتِهِ} عائد على عيسى عليه السلام، أي: وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بعيسى وذلك حين ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة ٧.


١ انظر: ضحى الإسلام: (٣/ ٢٣٥ـ ٢٤٥) وقد ردد نفس شبهات صاحب المنار.
٢ قارن مع رشيد رضا، مجلة المنار (٧/ ٣٩٤ و٣٤٠ـ ٣٤١و٧/ ١٤٥ـ ١٤٦)
٣ أضواء (ص: ٢٣٢ و ٢٤١ـ ٢٤٣)
٤ انظر: ابن محمود: "لا مهدي ينتظر" (ص: ٣) وما بعدها.
٥ ألف رئيس فرع الاسكندرية، وهو الأستاذ عبد المعطي محمود، كتاباً يرد فيه أحاديث المهدي، وقرظ له: الأستاذ بخاري عبده، موافقاً، وحكى لي فضيلة الشيخ محمد علي عبد الرحيم الرئيس السابق حكاية هذا المؤلف وذكر لي بعض من رد عليه.
٦ سورة النساء، الآية (١٥٩)
٧ انظر: الأقوال عند: الطبري (٩/٣٧٩ ـ ٣٨٢) ، وقد رجح هذا الرأي واختاره الطبري: التفسير (٩/٣٨٦) ، وانظر: محمد خليل هراس: فصل المقال (ص: ١٨) ط. مكتبة السنة، الأولى، ١٤١٠هـ=١٩٩٠م.

<<  <   >  >>