للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول: " ... وإذا لم يكن في الصحيحين ولا في كتب السنة المعتمدة حديث صحيح مرفوع في صفة الميزان ولا في أن له كفتين ولساناً فلا تغتر بقول الزجاج أنه مما أجمع عليه أهل السنة ... " ١.

وما أدري ما السبب الذي جعل الشيخ رشيد يتخذ هذا الموقف المتشدد من الكفتين ولِمَ لم يجرِ عليهما قاعدته في تفويض الكيفية التي يكررها دائماً؟ إنهما كفتان تسعان السماوات والأرض فليست إذن كالمعهودة في الدنيا ٢.

ومهما يكن من شيء فإن الكفتين ثابتتان في السنة فقد روى أحمد ٣، والترمذي ٤، وابن ماجه ٥، حديث البطاقة الذي أشار إليه الشيخ رشيد، وفيه: "فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة ... "، فثبت بهذا أن للميزان كفتين كما ثبت بغيره من الأحاديث ٦.

وأما الحكمة من وزن الأعمال، فيقول الشيخ رشيد: "أنه يكون أعظم مظهر لعدل الرب تبارك وتعالى، أي ولعلمه وحكمته وعظمته في ذلك اليوم العظيم ... " ٧.

وقد اختلف أهل العلم فيما هو الموزون؟ فذهب بعضهم إلى أنه الأعمال نفسها وبعضهم إلى أنه الكتب التي كتبت فيها الأعمال، وبعضهم


١ تفسير المنار (٨/ ٣٢٢)
٢ انظر: القرطبي: التذكرة (٢/ ٣٧٨)
٣ المسند (٢/ ٢١٣)
٤ سبق تخريجه قريباً.
٥ السنن (٢/ ١٤٣٧، ح:٤٣٠٠) ، والحاكم: المستدرك (١/ ٤٧) وصححه وافقه الذهبي. وصححه أحمد شاكر كما سبق في حاشية رقم (٥) (ص:٨٠٣) وكذلك الألباني: الصحيحة (ح: ١٣٥) .
٦ انظر: ابن أبي عاصم: السنة (٢/ ٣٦٢) ، وابن أبي العز: شرح الطحاوية (ص: ٦١٠) ت: الأرناؤوط.
٧ تفسير المنار (٨/ ٣٢١و ٣٢٤)

<<  <   >  >>