للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى أنه صاحب العمل ١، والذي دلت عليه السنة أن العمل يوزن لقوله صلى الله عليه وسلم: "والحمد لله تملأ الميزان" الحديث ٢. ودلت أيضاً على أن صاحب العمل يوزن كما في إحدى روايات حديث البطاقة، وفيها "توضع الموازين يوم القيامة فيؤتى بالرجل فيوضع في كفة" ٣، كذا قوله صلى الله عليه وسلم في ساقي ابن مسعود "والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد" ٤، وغيرها من الأحاديث كما دل حديث البطاقة على وزن السجلات التي كتبت فيها الأعمال.

وأما الذي اختاره الشيخ رشيد فهو أن الأعمال هي التي توزن، واستدل بحديث أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل من خلق حسن" ٥.

وهل توزن أعمال الكفار؟ اختلف في ذلك أهل العلم، على قولين ٦. والذي رجحه الشيخ رشيد هو أن أعمال الكفار توزن، قال: "وما من كافر إلا وله حسنات ولكن الكفر يحبطها فتكون هباءً منثوراً، وهي تحصى مع السيئات وتضبط بالوزن الذي به يظهر مقدار الجزاء وتفاوتهم فيه ... إذ من


١ انظر: ابن حجر: فتح الباري (١٣/٥٤٨)
٢ انظر: مسلم: الصحيح، ك: الطهارة، ح: ١ (٢٢٣) [١/ ٢٠٣]
٣ انظر: أحمد: المسند (٢/ ٢٢١) ، وقال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد (١٠/ ٨٢) ، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح. المسند (٦/ ٢٣، ح: ٧٠٦٦)
٤ انظر: أحمد: المسند (١/٤٢٠) وقال الهيثمي: فيه عاصم بن أبي النجود وهو حسن الحديث على ضعفه، وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح. مجمع الزوائد (٩/٢٨٩) ، وله شواهد هناك.
وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح. المسند (١٢/ ٣٩، ح: ٣٩٩١) ، وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب برقم: (٩٢٠) ، وقال الهيثمي: رواه أحمد وأبي يعلى والطبراني ورجالهم رجال الصحيح غير أم موسى وهي ثقة. مجمع الزوائد (٩/ ٢٨٨ ـ ٢٨٩)
٥ الترمذي: ك: البر، باب: ما جاء في حسن الخلق، ح: ٢٠٠٢، وقال: حسن صحيح، وح: ٢٠٠٣، وقال: غريب (٤/ ٣٦٢ ـ ٣٦٣)
٦ انظر: ابن حجر: فتح الباري (١٣/ ٥٤٨) ، والقرطبي: التذكرة (٢/ ٣٧٣)

<<  <   >  >>