للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٠- الزمخشري: هو أبو القاسم محمود بن عمر جار الله، ولد بزمخشر "بلد بخوارزم"، وتلقى عن النيسابوري وغيره، ثم أربى على من تقدمه، وغدا الإمام المعلم في كثير من الفنون، فشدت إليه الرحال، وكان معتزلي العقيدة ومؤلفاته بأيدينا تغنينا عن الإشادة بمعارفه، منها في النحو: "النموذج١، والأمالي، والمفرد، والمؤلف، والمفصل"، وعني العلماء بالمفصل شرحا وتعليقا فمن أشهر شروحه شرح ابن يعيش، وشرح الأندلسي، ولما وصل بغداد قاصدا الحج احتفى به ابن الشجري وتبادلا تحية يجمل بالأدباء تعرفها في ترجمتيهما، وبعد أن جاور حرم مكة مدة قفل إلى وطنه فمات به سنه ٥٣٨هـ٢.

١١- ابن الشجري: هو أبو السعادات هبة الله بن على الشريف البغدادي، قال ياقوت: "نسب إلى بيت الشجري من قبل أمه"، أخذ عن ابن طباطبا والتبريزي وغيرهما، ثم تفرد بالزعامة في بغداد، فقد توافر فيه من كرم النجار، وغزارة العلم، وحسن الحظ ما هيأها له.

ومن تصانيف ابن الشجري "الأمالي" وهو سفر ممتع مشتمل على فنون من الآداب أملاه في أربعة وثمانين مجلسا، وقد التمس سماعه منه ابن الخشاب الآتي ذكره، ولما لم يجبه إلى سماعه فأحفظه حتى إذا وقف عليه خطأه في كثير مما فيه، فأحنق ابن الشجري ونهض للرد عليه في كل ردوده، وألف من ذلك كتابا سماه "الانتصار" وهو على صغر حجمه مفيد جدا، ومن مؤلفاته النحوية: شرح اللمع لابن جني، وما اتفق لفظه واختلف معناه، توفي ابن الشجري بالكرخ من بغداد سنة ٥٤٢هـ.


١ النموذج بفتح النون والذال وهو مثال الشيء الذي يعمل عليه وهو تعريب نموذه.
٢ وكان يقال له: جار الله لأنه جاور بمكة المشرفة زمانا وقرأ بها على ابن دهاس الذي يقول:
لولا ابن دهاس وسابق فضله ... رعيت هشيما واستقيت مصردا
"من الترصيد وهو السقي دون الري".

<<  <   >  >>