للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان الأمراء والسوقة يجلونه لدينه وورعه، توفي ببغداد سنة ٤٥٦هـ١.

٨- التبريزي: هو أبو زكريا يحيى بن علي بن الخطيب الشيباني من تبريز "من أكبر مدن أذربيجان"، هاجر في سبيل العلم فسمع من "ابن برهان، وعبد القاهر الجرجاني" وغيرهما، زار البلاد المصرية ولبث فيها أياما تلقى عنه فيها ابن بابشاذ، ثم أقام ببغداد ودرس الأدب بالمدرسة النظامية، وطبقت شهرته الأرجاء فقصده الخلق يفيدون من عرفانه، ومصنفاته العديدة برهان صدق على تفوقه في علوم اللغة العربية، منها في النحو مقدمة. وشرح اللمع لابن جني، تجاوز الله عن سيئاته فإنه أدمن شرب الخمر ولبس الحرير وذهب العمامة، توفي فجأة ببغداد سنة ٥٠٢هـ٢.

٩- ملك النحاة: هو أبو نزار الحسن بن صافي، أبوه مولى الحسين الأرموي التاجر، ولد الحسن ببغداد فأخذ النحو عن الفصيحي وغيره، ثم سافر إلى واسط وإربل وخراسان وكرمان٣ وغزنة، وقصد الشام فلبث في دمشق مدة طويلة وخرج منها ثم عاد إليها ورغد عيشه فيها برعاية نور الدين محمود بن زنكي، كان معتزا بنفسه فاستخف بمن قبله، لقب نفسه ملك النحاة، وكان يسخط على من لا يخاطبه بذلك، ومن مصنفاته النحوية "الحاوي، والعمدة، والمسائل العشر المتعبات إلى الحشر"، وقد تحدى بها علماء العصر، وهي مذكورة بنصها في سفر السعادة للسخاوي، ونقلها السيوطي عنه في الأشباه والنظائر "الفن السابع"، وممن أجاب عنها ابن بري المصري وستأتي ترجمته، توفي الملك بدمشق سنة ٥٣٨هـ.


١ في النجوم الزاهرة. كان إماما فاضلا نحويا وفيه شراسة ولم يلبس سراويل قط ولا غطى رأسه أبدا ومات ببغداد في جمادى الأولى سنة ٤٥٦.
٢ في النجوم الزاهرة. كان إماما في علم اللسان رحل إلى الشام وقرأ اللغة على أبي العلاء المعري وسمع الحديث وحدث وأقرأ اللغة ومات في جمادى الآخرة سنة ٥٠١ وله إحدى وثمانون سنة.
٣ كرمان بفتح الكاف وقد تكسر أو هو لحن إقليم بين فارس وسجستان وبلد قرب غزنة وإربل كإثمد بلد قرب الموصل.

<<  <   >  >>