للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويرقمها، ولا أعلم هل كان يتعاطى ذلك بنفسه أم كان في آبائه من يتعاطى ذلك فنسب له والله أعلم"، توفي المطرزي بخوارزم سنة ٦١٠هـ.

١٦- الكندي: هو أبو اليمن زيد تاج الدين بن الحسن، ولد ببغداد، وتلقى العلوم عن جلة العصر، فقرأ النحو على ابن الشجري وابن الخشاب وغيرهما، ثم قصد حلب للتجارة منها إلى بلاد الروم مدة طويل، ثم رحل إلى دمشق وفيها طاب له المقام في كنف الأمير "فروخشاه" ابن أخي السلطان صلاح الدين الأيوبي حتى استوزره، فدرس وأفاد وازدحم الطلاب على الأخذ عنه، وسمع منه الملك عيسى الأيوبي صاحب دمشق كتاب سيبويه، وشرحه لابن درستويه، وإيضاح الفارسي توفي في شوال بدمشق سنة ٦١٣هـ١.

١٧- العكبري: هو أبو البقاء عبد الله الضرير بن الحسين، أصله من عكبرا "بليدة على دجلة فوق بغداد"، ولد ببغداد وتلقى النحو عن ابن الخشاب وغيره، ثم حاز قصب السبق في علوم اللغة العربية، حتى لم يكن في آخر حياته من معاصريه من يضارعه فيها، وتصدر لتعليم الناس، وغلب عليه اتجاهه إلى النحو، وقد سبق أنه كوفي المذهب وله مصنفات مفيدة، منها في النحو: "شرح الإيضاح لأبي علي، وشرح اللمع لابن جني، وشرح المفصل للزمخشري، والتبيين في مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين"، ومضت كلمة عن هذا الكتاب عند ذكر مسائل الخلاف بين الفريقين تعرفت منها أن هذا الكتاب يظن ظنا مسامتا لليقين أنه آثر المذهب الكوفي في كثير


١ توفي وله ٩٣ سنة وشهران، لأنه ولد في شعبان سنة ٥٢٠ وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين وكمل القراءات العشر وله عشر سنين. قال الذهبي: "وكان أعلى أهل الأرض إسنادا في القراءات فإني لا أعلم أحدا من الأئمة عاش بعد ما قرأ القراءات ثلاثا وثمانين سنة غيره، هذا مع أنه قرأ على أسن شيوخ العصر بالعراق ولم يبق أحد ممن قرأ عليه مثل بقائه ولا قريبا منه، ثم إنه سمع الحديث على الكبار وبقي مسند الزمان في القراءات والحديث".

<<  <   >  >>