للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وناقضه بكتاب سماه "تنزيه أئمة النحو عما نسب إليهم من الخطأ والسهو"، ولما بلغ ابن مضاء اغتاظ ثم قال: نحن لا نبالي بالأكباش النطاحة وتعارضنا أبناء الخرفان، توفي ابن مضاء في إشبيلية سنة ٥٩٢هـ.

١٤- الجزولي: هو أبو موسى عيسى بن يللبخت من قبيلة "جزولة" من قبائل البربر بمراكش نشأ بمراكش، ولما حج عرج على مصر فتلقى النحو عن ابن بري وقرأ عليه كتاب "الجمل" للزجاجي، وجرى فيها بحث نتج عنه مقال طويل جعله مؤلفا "المقدمة" للزجاجي، وقد عنى الناس بها، وفي كشف الظنون: "هي المسماة بالقانون، أغرب فيها وأتى بالعجائب، وهي في غاية الإيجاز مع الاشتمال على شيء كثير من النحو لم يسبق إلى مثلها" ثم عاد إلى المغرب وأخذ الناس عنه، حتى توفي بمراكش سنة ٦٠٥هـ.

١٥- ابن خروف: هو أبو الحسن علي بن محمد بن علي الحضرمي الإشبيلي، ولد في إشبيلية وأخذ عن ابن طاهر السابق ترجمته، ثم برز في العربية، ومن مصنفاته النحوية: شرح كتاب سيبويه أهداه إلى صاحب المغرب فمنحه ألف دينار، وشرح الجمل للزجاجي ومع طول باع المترجم في النحو وذيوع صيته في التدقيق وغزارة مؤلفاته كان في خلقه زعارة١ فلا عجب أن يندفع إلى منازلة السهيلي في المسائل المنوه عنها في ترجمته وأن يعدو على ابن مضاء في مناقضته لكتابه المذكور آنفا في ترجمته.

ومما هو حري بالملاحظة أن ابن خروف النحوي غير ابن خروف الشاعر المشهور وإن اتفقا اسما وكنية ولقبا وأبا، فقد اختلفا جدا ونسبا ووطنا ووفاة ومدفنا، فإن ابن خروف الشاعر هو أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف القيسي القرطبي، وهو الذي أرسل قصيدة للقاضي في حلب يوسف بهاء الدين المعروف بابن شداد يستجديه فرو خروف، وتوفي مترديا في جب بحلب سنة ٦٠٤هـ.


١ الزعارة: الشرا.

<<  <   >  >>