للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كابن يعيش في شرح المفصل، والرضي في شرح الكافية وغيرهما.

لكن قال النقدة يروى عن اللاحقي أنه قال: "إن سيبويه سألني عن شاهد في تعدي "فعل" فعملت له هذا البيت".

وقد تصدى للرد عن سيبوبه في الطعن الوارد على هذا البيت الكثير من العلماء قال الأعلم في شرحه لهذا الشاهد: "وإن كان هذا صحيحا فلا يضر ذلك سيبويه لأن القياس يعضده"، وقال هارون بن موسى: "وإنما أراد اللاحقي بقوله: فوضعت له هذا البيت، فرويته له"، وقال ابن يعيش في شرح المفصل: "فإن سيبويه رواه عن بعض العرب وهو ثقة لا سبيل إلى رد ما رواه"، وبعدئذ فلا مجال للطعن على سيبويه.

٢-

هم الفاعلون الخير والآمرونه ... إذا ما خشوا يوما من الأمر معظما

٣-

ولم يرتفق والناس محتضرونه ... جميعا وأيدي المعتفين رواهقه

قال المبرد: "وقد روى سيبويه بيتين محمولين على الضرورة وكلاهما مصنوع، وليس أحد من المفتشين يجيز مثل هذه الضرورة لما ذكرت من انفصال الكناية، والبيتان اللذان رواهما سيبويه، وهم الفاعلون الخير، إلخ"١.

المراد من الكناية الضمير، وأول من استعملها في ذلك سيبويه، وتوجيه طعن المبرد على سيبويه أن الضمير لا يتصل بالوصف المثنى أو المجموع إلا إذا تجرد من النون اللاحقة في آخره حتى يحل محلها الضمير المتصل المضاف إليه، وذلك للتناوب بين النون والضمير، فإذا اقترنت بالوصف النون وجب انفصال الضمير عنه حينئذ، والنتيجة أن الجمع بينهما ممنوع، فكيف


١ راجع الكامل مع الرغبة جـ٤ ص٤٢ وما بعدها، والبيتان في سيبويه جـ١ ص٩٦ ومعنى البيت الأول أنهم يفعلون الخير ويأمرون به وقت خشيتهم الأمر العظيم من حوادث الدهر فلا يمنعهم خوف الضرر عن الأمر بالمعروف، والثاني أنه لم يرتفق أي يتكئ على المرفق، وأيدي المعتفين طلاب المعروف، رواهقه: غاشية له قريبة منه، وذلك كناية عن اهتمام ممدوحه بقضاء حوائج الناس.

<<  <   >  >>