للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استباح سيبويه ذكر بتين اجتمع فيهما النون والضمير المتصل للضرورة مع أنهما مصنوعان؟

والذي يقتضي العجب أن المبرد يتجنى على سيبويه في هذا الانتقاد مع أن سيبويه نفسه قد صرح في البيت الأول أنه مصنوع وكذا في الثاني١، ونقل ذلك عنه ابن يعيش في شرح المفصل مبحث الإضافة اللفظية لأن صاحب المفصل ذكر الشطر الأول من البيت الأول للرد عليه، وكذا الرضي على الكافية، وقد استعرض اعتراض المبرد على البيتين وما قيل في دفع الاعتراض عليهما البغدادي في الخزانة في الشاهدين: السادس والتسعين والسابع والتسعين بعد المائتين.

٤-

إذا ما الخبز تأدمه بلحم ... فذاك أمانة الله الثريد٢

استشهد بالبيت مرتين الأولى على رفع ما بعد إذا، والثانية على نصب أمانة بفعل مقدر، وتابعه في الاستشهاد به على الثانية الزمخشري في المفصل عند الكلام على حروف القسم، وابن يعيش في شرح المفصل في أوائل الكلام على القسم.

لكن قال النقدة: إن البيت مصنوع، والله أعلم بالحقيقة.

الأبيات المزيدة على الشواهد:

يرى المتأمل في شرح شواهد سيبويه للأعلم أبياتا مضافة إلى أبيات سيبويه، وقد تناولها الأعلم بالبيان لمعناها وموطن الشاهد فيها على غرار شرحه لأبيات الكتاب، غير أنه قبل ذكرها يعزوها لمنشدها في الباب المتحدث فيه ويعرض للغرض منها في الاستشهاد، ما خلا بيتين فيؤخذ منه نسبتهما لسيبويه لإطلاقه الإنشاد له على وفق طريقته في شواهده.

والأبيات المزيدة بلغت أحد عشر أكثرها من إنشاد الأخفش، فالمازني، ثم


١ عبارة سيبويه وقد جاء في الشعر فزعموا أنه مصنوع هم القائلون.
٢ جـ١ ص٤٣٤، جـ٢ ص١٤٤.

<<  <   >  >>