وقال آخر يصف صوت الحلب
كأنّ صوتَ شخبِها المرفضِّ ... كشيشُ افعًى أجمعتْ بعضِ
هيَ تحكُّ بعضها ببعضِ
وقال آخر في ذلك
كأنّ صوتَ شخبها غديهْ ... حفيفُ ريحٍ أو كشيشُ حيهْ
وقال الهذلى في مزاحفِ الحيات على الطريق
كأنّ مزاحفَ الحياتِ فيه ... قبيلَ الصبحِ آثارُ السياطِ
وقال آخر المتقارب
كأنَّ مزاحفها أنسعٌ ... جررنَ فرادَى ومنها تثنَّى
وقال ابن أبي ربيعة
لا يزالُ الخلخالُ فوقَ الحشايا ... مثلَ أثناءِ حيةٍ مقتولِ
وقال آخر
يا ليتَ أفعًى ما لمنْ ... سلكتْ محجتهُ نجاهْ
تنسلُّ كالسيفِ السري ... عِ بهامةٍ مثلِ الصفاهْ
أوليتَ أسودَ سالخاً ... أعيا على كل الرقاهْ
يرقونهُ فكأنما يعنَى برقيتهِ سواهْ
يضحِي ضجيعَ جليسنا ... فأراح منه ومن أذاهْ
وقال خلف
كأنه مدرعٌ حصيرا ... كأنَّ ورساً قد أسفَّ قيرا
سراتهُ مبطنهاً حريرا
وقال آخر
به نقطٌ سودٌ وصفرٌ كأنما ... ينضحُ نضحاً بالكحيلِ وبالورسِ
وقال خلف
كأنما خططته تخطيطا ... ترى بمثنَى جلدهِ خطوطا
وظهرهُ كما رأيتَ الفوطا
وقال آخر
كأنما جلدتهُ كتابُ ... لم تبلهِ السنينُ والأحقابُ
وقال أشجع في حية
وكأنما التدريجُ في بطنانها ... أمواجُ دجلةَ في هبوبِ الشمألِ
وقال خلف في الرتيلاء
ابعثْ له يا ربِّ ذات أرجلِ ... في فمها أحجنُ مثلُ المنجلِ
دهماء مثلَ العنكبوتِ المحولِ ... تأخذهُ من تحتهِ ومن عَلِ
وقال عبد الصمد في العقرب
يا ربَّ ذي إفكٍ كثيرٍ خدعهْ ... يبرزُ كالقرنينِ حينَ تطلعُهْ
في مثلِ صدرِ السبتِ حينَ تقطعهْ ... أسودُ كالسبجةِ فيه مبضعهْ
تشخصهُ طوراً وطوراً ت رجعهْ ... أعطلُ خطارٌ تلوحُ شنعهْ
لا تصنعُ الرقشاءُ ما لا يصنعهْ
باب) ٩ (في
[لمع البرق]
ومن حسن التشبيه في لمع البرق قول امرئ القيس
أصاحِ ترى برقاً أريكَ وميضهُ ... كلمعِ اليدينِ في حبيٍّ مكللِ
وقال آخر
أرقتُ لبرقٍ آخرَ الليلِ يلمعُ ... سرى دائباً منها يهبُّ ويهجعُ
سرى كاحتساء الطيرِ والليلُ ضاربٌ ... بأرواقهِ والصبحُ قد كاد يسطعُ
وقال آخر المتقارب
أرقتُ لبرقٍ سرى موهناً ... خفيٍّ كغمزكَ بالحاجبِ
كأنَّ تألقهُ في السماء ... يدا كاتبٍ أو يدا حاسبِ
وقال ابن المعتز يصف سحابةً
رأيتُ فيها برقها منذُ بدتْ ... كمثلِ طرفِ العينِ أو قلبٍ يجبْ
ثمَّ حدتْ بها الصبا حتى بدا ... فيها إلى البرقِ كأمثالِ الشهبْ
تحسبهُ فيها إذا ما انصدَعتْ ... أحشاؤها عنه شجاعاً يضطربْ
وتارةً تحسبهُ كأنهُ ... أبلقُ مالَ جلُّهُ حين وثبْ
حتى إذا ما رفَعَ اليومَ الضحى ... حسبتهُ سلاسلاً من الذهبْ
الشجاعُ هاهنا الحية وهو مأخوذ من قول دعبل في قوله
أرقتُ لبرقٍ آخر الليلِ منصبِ ... خفيٍ كبطنِ الحيةِ المتقلبِ
وقال للبيد بن ربيعة
تسمعُ الرعدَ في المخيلة منها ... كهدير القرومِ في الأشوالِ
وترى البرقَ عارضاً مستطيراً ... مرح البلقِ جلنَ في الأجلالِ
وقال آخر
كأنه حين تبدَّى ساطعا ... هنديةٌ تهتزَّ حين تنتضي
والبرقُ في حافتهِ يفعلُ ما ... يفعلهُ وجدُ الحزينِ بالحشا
وقال الطائيّ يصف سحابةً
سيقتْ ببرقٍ ضارمِ الزنادِ ... كأنه ضمائر الأغمادِ
وقال العلوي في سحابةٍ
وكأنَّ لمعَ بروقِها ... في الجوِّ أسيافُ المثاقفْ
وقال دعبل
ما زلتُ أكلأُ برقاً في جوانبهِ ... كطرفةِ العينِ يخبو ثمَّ يختطفُ
برقٌ تجاسرَ من خفانَ لامعهُ ... يقضي اللبانةَ من قلبي وينصرفُ
وقال عنترة في تمكثه وضيائه
ألا يا من لذا البرقِ اليماني ... يلوحُ كأنه مصباحُ باني
شبهه بسراج الباني بأهله لأنه لا يطفأ في تلك الليلة من طول مكثه وقال آخر
وحتى حسبتُ البرقَ نارين شبتا ... ببرقةِ ساقٍ ما بنَى موقداهما
وقال الطائي