للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نظر عبد بنى الحسحاس إلى امرأةٍ تضحك منه وهو يمضى به ليقتل فقال

فإنْ تضحكي مني فيا ربَّ ليلةٍ ... تركتكِ فيها كالقباءِ المفرجِ

وجاءت امرأة إلى المغيرة بن شعبة بزوجها تستمد به عليه وتذكر أنه عنين فقال

الله يعلم يا مغيرةُ أنني ... قد دستها دوس الحصانِ المرسلِ

وأخذتها أخذ المقصبِ شاتهُ ... عجلانَ يذبحها لقومٍ نزلِ

فقال المغيرة إني لأرى ذلك في شمائلك ونحوه قول البحتري المنسرح

لم تخطُ بابَ الدهليزِ خارجةً ... إلا وخلخالها مع الشنفِ

وقال أبو نواس المتقارب

ترفقْ قليلاً قد أوجعتني ... وألحقتَ قرطي بخلخاليه

وقال ابن الرومي في قينةٍ

يا أحمدَ بن سعيد لو بصرت بها ... إذا الأكفُّ لساقيها خلاخيلُ

ولأبي نواس

وشادنٍ لا يسئمون قربهُ ... قد ألصقوا أقراطهُ وعقبهُ

[باب ٥٠]

قال البحتري في إبراهيم بن المدبر

دنوت تواضعاً وبعدتَ قدراً ... فشأناك انخفاضْ وارتفاعُ

كذاك الشمسُ تبعدُ أن تسامى ... ويدنو الضوء منها والشعاعُ

وقال ابن الرومي

وذخرتهُ للدهرِ أعلمُ أنه ... كالحصنِ فيه لمنْ يؤولُ مآلُ

ورأيتهُ كالشمسِ إنْ هي لم تنلْ ... فضياءها والرفقُ منه ينالُ

وقال سعيد بن حميد

أهابُ وأستحيي وأرقبُ وعدهُ ... فلا هو يبدَا بي ولا أنا أسئلُ

هو الشمسُ مجراها بعيدٌ وضوءها ... قريبٌ وقلبي بالبعيدِ موكلُ

وقال آخر

وإني وإياها وإلمامها بنا ... لكالشمسِ نالتنا ولسنا ننالها

وقال الفرزدق

رأيتكَ مثلَ البرقِ يحسبُ أنهُ ... قريبٌ وأدنى صوبهِ منكَ نازحُ

وقال شبيب بن البرصاء

وكانتْ كبرقٍ شامتِ العينُ ضوءهُ ... ولم تدرِ بعدَ الشيمِ أينَ تصوبُ

[باب ٥١ في]

[الخوف والدهش]

قال الطرماح

لقد زادني حباً لنفسيَ أنني ... بغيضٌ إلى كلِ امرئٍ غيرِ طائلِ

إذا ما رآني قطعَ الطرفَ بينهُ ... وبيني فعلَ العارفِ المتجاهلِ

ملأتُ عليهِ الأرضَ حتى كأنها ... من الضيقِ في عينيهِ كفةُ حابلِ

وقال الآخر

كأنَّ بلادَ اللهِ وهي عريضةٌ ... على الخائفِ المذعورِ كفةُ حابلِ

وقال الآخر

يؤدَّى إليه أن كلَّ ثنيةٍ ... تيممها ترمي إليه بقاتلِ

كأنَّ بلادَ اللهِ وهي عريضةٌ ... على كلِّ من طالبتَ كفةُ حابلِ

وقال البحتري في مأسورٍ

أوفَى عليه فظلَّ من دهشٍ يرى ... في البرِ بحراً والفضاء مضيقا

واجتازَ دجلةَ خائضاً وكأنها ... قعبٌ على باب الكحيل أريقا

لولا اضطرابُ الخوفِ في أحشائهِ ... رسبَ العبابُ به فماتَ غريقا

[باب ٥٢]

وقال ذو الرمة يهجو رجلاً دعياً

فلوْ كانَ من كلبٍ صميماً هجوتهُ ... ولنني نبئتُ أن ليسَ من كلبِ

ولكنني نبئتُ أنه ملصقٌ ... كما ألصقتْ من غيرهِ ثلمةُ القعبِ

وقال أبو نواس يهجو أشجع

غدا وحديثهُ فيه ... لمنْ يتعجبُ العجبُ

لأسماءٍ يسميه ... نَّ أشجعُ حينَ ينتسبُ

تعلمها وإخوتهُ ... فكلهمُ بها ذبُ

لهم في بيتهمْ نسبٌ ... وفي وسطِ الملا نسبُ

كما لم تخفَ سافرةٌ ... وتخفَى حينَ تنتقبُ

وله

أيها المدعي سليمى سفاهاً ... لستَ منها ولا قلامةَ ظفرِ

إنما أنتَ ملصقٌ مثل واوٍ ... ألصقتْ في الهجاءِ ظلماً بعمرو

وقال حسان

وأنتَ زنيمٌ زيدَ في آلِ هاشمٍ ... كما نيطَ خلفَ الراكبِ القدحُ الفردُ

وقال الطائي

وتنقلٌ من معشرٍ في معشرٍ ... فكأنَّ أمكَ أو أباكَ الزئبقُ

[باب ٥٣ في]

[الجود والسخاوة]

أنشدنا أبو تمام الطائي

فكله إلى جنبِ الخوانِ إذا غدتْ ... نكباءُ تقطعُ ثابتَ الأطنابِ

وأبو اليتامى ينبتونَ ببابهِ ... نبتَ الفراخ بكالئٍ معشابِ

ونحوه قول بشار

يسقطُ الطيرُ حيثُ ينتثر الح ... بُّ وتغشى منازلُ الكرماء

وأنشد الجاحظ

يزدحمُ الناسُ على بابهِ ... والمشربُ العذبُ كثيرُ الزحام

وقال الطائي يرثي خالد بن يزيد المتقارب

<<  <   >  >>