وقال آخر
وهوَ مستهترٌ ببرشاءَ نمشا ... ءَ كحبِ الشونيزِ في الشيرازِ
وقال ابن الرومي يهجو خادماً
نمشْ فوق صفرةٍ فتراهُ ... كونيمِ الذبابِ في اللقاح
وقال المعذل بن غيلان
وركبٍ كبيضةِ الأدحِيِّ ... كأنّ نبتَ الشعرِ المطليِّ
عليه شونيزٌ على فرنِيِّ
وقال دعبلٌ
سوداءُ فوهاءُ لها شعرةٌ ... كأنها نملٌ على مسحِ
وقال ابن الرومي
ولها كعثبٌ كظلفِ غزالٍ ... فيه صدعٌ كأنما هو خدشُ
[باب ٢٥ في]
[قوس البندق]
ومن حسن التشبيه في قوس البندق قول ابن الرومي
كأنَّ قراها والقرونَ التي بها ... وإنْ لم تجدها العينُ إلا تتبعا
مذرُّ سحيقِ الورسِ فوقَ صلايةٍ ... أدبَّ عليها دارجُ الذرِ أكرعا
لها أولٌ طوعُ اليدينِ وآخرٌ ... إذا سمتهُ الإغراقَ فيه تمنعا
وأخذ هذا المعنى من قول الشامخ في القوس
فذاق فأعطتهُ من اللينِ جانباً ... كفى ولها أن يغرقَ السهمَ حاجز
وقال ابن الرومي أيضاً فيها
متاحٌ لراميها الرمايا كأنها ... دعاها له داعي المنايا فاسمعا
يقلبُ نحوها الطيرِ عيناً بصيرةٍ ... كعينيك بل أذكى ذكاءً وأسرعا
مربعةٌ مقسومةٌ من سباكها ... كتمثالِ بيتِ الوثنِ حسبكَ مربعا
لها عولةٌ أولى بها من تصيبهُ ... وأجدرُ بالأعوالِ من كان موجعا
وهذا يشبه قوله في امرأةٍ
تشكي المحبَّ وتلقَى وهي شاكيةٌ ... كالقوسِ تصمي الرمايا وهيَ مرنانُ
وقال الشماخ يصف قوساً
إذا أنبضَ الرامونَ عنها ترنمتْ ... ترنمَ ثكلى أوجعتها الجنائزُ
وأنشد ثعلبٌ في صفة القوس
وهي إذا أنبضتَ عنها تسجعُ ... ترنمَ الثكلى أبتْ لا تهجعُ
وأنشدنا أيضاً
تسمع بعدَ النزعِ والتوتيرِ ... في سيتيها رنةَ الطنبورِ
وقال ابن المعتز
أتيح له اللهفان يخطم قوسه ... بأصغر حنانِ القرى غيرِ أعزلا
فأودعهُ سهماً كمدرَى مواشطٍ ... بعثنَ به في مفرقٍ فتغلغلا
بطياً إذا أسرعتَ إطلاقَ فوقهِ ... ولكنْ إذا أبطأتَ في النزعِ عجلا
وقال آخر في القوس والسهام
أعددتُ أخرسَ للطعانِ ونثرةً ... زغفاً ومطرداً من الخرصانِ
وكعوبَ شوحطةٍ كأنّ حنينها ... بالكفِّ عولةُ فاقدِ مرنانِ
وسلاجماً زرقاً كأنَّ ظباتها ... مشحوذةٌ بضرائبِ النيرانِ
أفواقها حشوُ الجفير كأنها ... أفواهُ أفرخةٍ من النغرانِ
[باب ٢٦ في]
[السيف]
ومن التشبيه الجيد في السيف قول اسحاق بن خلف
ألقى بجانبِ خصرهِ ... أمضى من الأجلِ المتاحِ
وكأنما ذرُّ الهبا ... ءِ عليه أنفاسُ الرياحِ
وقال امرؤ القيس
متوسداً عضباً مضاربهُ ... في متنهِ كمدبةِ النملِ
وقال ابن المعتز
وجردَ من أغمادهِ كل مرهفٍ ... إذا ما انتضتهُ الكفُ كاد يسيلُ
ترى فوقَ متنهِ الفرندَ كأنما ... تنفسَ فيه القينُ وهو صقيلُ
وقال الطائي
وكيفَ ينامُ الليلَ منْ حلُّ همهِ ... حسامٌ كلونِ الملحِ أبيضُ صارمُ
كذبتمْ وبيتِ اللهِ لا تأخذونها ... مراغمةً ما دام للسيف قائمُ
وقال منصور النمري
ذكرٌ برونقهِ الدماءُ كأنما ... يعلو الرجالَ بأرجوانٍ ناقعِ
وترى مضارَ شفرتيهِ كأنها ... ملحْ تناثرَ من وراءِ الدارِعِ
وقال آخر
وصارمٍ يقطعُ أعلالَ القصرْ ... كأنَّ متنيهِ بها ملحٌ يذرْ
وزحفُ ذرٍ دبَّ في آثارِ ذرْ
وقال أبو الهول
حسامٌ غداةَ الروعِ ماضٍ كأنه ... من الله في قبضِ النفوسِ رسول
يعومُ صبيُّ العينِ في رقرقانهِ ... ويسبحُ في أثوابهِ ويجولُ
كأنّ جنودَ الذرِ كسرنَ فوقهُ ... قرونَ جرادٍ بينهنَّ ذحولُ
كأنّ على إفرندهِ موجَ لجةٍ ... تقاصرُ في ضحضاحهِ وتطولُ
إذا ما تمطَّى الموتُ في يقظاته ... فلا بدَّ من نفسٍ هناك تسيلُ
وإن لاحظَ الأبطالَ أو صافحَ الطلَى ... تشحطَ يوماً بينهنَّ قتيلُ
وقال ابن المعتز
وسطَ الخميسِ بكفهِ ذكرٌ ... عضبٌ كأنَّ بمتنهِ نمشا