راكعٌ ساجدٌ يقبلُ قرطا ... ساً كما قبلَ البساطَ شكورُ
وقال آخر المتقارب
ضئيلُ الرواءِ كثيرُ الغناءِ ... من البحر في المنصبِ الأخضرِ
كمثل أخي العشقِ في شخصهِ ... وفي لونهِ من بني الأصفرِ
عليه كهيئةِ متنِ الشجا ... عِ في دعصٍ محنة أعفرِ
وقال المقنع الكندي
قلمٌ كخرطومِ الحمامةِ مائلٍ ... مستحفظٌ للعلمِ من علامهِ
يخفى فيقصمُ من شعيرةِ رأسهِ ... كقلامةِ الأظفورِ من مقلامهِ
وقال آخر في جاريةٍ
كأنما قابلَ القرطاسَ إذْ كتبتْ ... منها ثلاثةُ أقلامٍ على قلمِ
وقال ابن المعتز
عليمٌ بأعقابِ الأمورِ كأنه ... بمختلساتِ الظنِّ يسمعُ أو يرى
إذا أخذ القرطاسَ خلتَ يمينهُ ... تفتحُ نوارا أو تنظمُ جوهرا
ونحوه قول الطائي في كتاب
وضمنَ صدرهُ ما لم تضمنْ ... صدورُ الغانياتِ من الحليِّ
فكائنْ فيه من معنى لطيفٍ ... وكائنْ فيه من لفظٍ بهيّ
وقال آخر يصف كتاباً
سوادٌ مثل خافية الغرابِ ... وأقلامٌ كمرهفةِ الحرابِ
وقرطاسٌ كرقراقِ السرابِ ... وألفاظٌ كأيامِ الشبابِ
وقال حجزةُ بن أبي سلالة
منْ كتابٍ كأنهُ شعراتٌ ... وسط خدٍّ أومأ بهنَّ عذارُ
أو كنقشِ الحناءِ في كفِ عذرا ... ء حمى وجهها به الاستتارُ
بل كتابٍ يكادُ يضحك من جو ... هرهِ بحرُ لفظهِ الطومارُ
كتبتكَ الكفُّ التي كنزها السو ... ددُ لا درهمٌ ولا دينارُ
وقال علي بن الجهم
ورقعةٍ جاءتك مثنيةً ... كأنها خدٌّ على خدِّ
ساهمةُ الأسطرِ مصروفةٌ ... عن ملح الهزلِ إلى الجدِّ
نبذُ سوادٍ في بياضٍ كما ... فتَّ فتيتُ المسكِ في الوردِ
يا كاتباً أسلمني عتبهُ ... إليه حسبي منك ما عندي
وقال ابن الرومي المتقارب
لعمركَ ما السيفُ سيفُ الكمي ... بأخوفَ من قلمِ الكاتبِ
له شاهدٌ إنْ تأملتهُ ... ظهرتَ على سرهِ الغائبِ
أداةُ المنيةِ في جانبيهِ ... فمنْ مثلهِ رهبةُ الراهبِ
سنانُ المنيةِ في جانبٍ ... وسيفُ المنيةِ في جانبِ
ألم ترَ في صدرهِ كالسنانِ ... وفي الردفِ كالمرهفِ العاضبِ
[باب ٨٨]
قال ابن الرومي
ولحيةٍ يحملها مائقٌ ... مثلَ الشراعينِ إذا أشرعا
تقودهُ الريحُ بها صاغراً ... قوداً حثيثاً تبعثُ الأخدعا
لو غاص في البحرِ بها غوصةً ... صاد بها حيتانهُ أجمعا
وقال دعبلٌ
يلوثُ لحيةً عرضت وطالتْ ... ويمرثها كتمريث الخميره
فيا لك لحيةً وضرَى وشيباً ... كأنك قد أكلتَ بها مضيرهْ
وقال ابن الرومي
ولحيةٍ كذنبِ البرذونِ ... لو أنها كانت على فرعونِ
لاحتاجَ أن يحملها بعونِ
وله أيضاً
رجلٍ عليه لحيةٌ ... منها قراملُ زوجتهْ
لو يجمعُ الله اللحى ... كانتْ حذافةَ لحيتهْ
وقال الناجم مما لا ت شبيه فيه
لابنِ شاهينَ لحيةٌ ... طولهُ شطرُ طولها
فهو كالدهرِ كلهِ ... عاثرٌ في فصولها
[باب ٨٩ في]
[تشبيهات باستثناء شيء أو نقصان شيء]
ومن التشبيهات باستثناء شيءٍ أو نقصان شيء قول الأخطل يصف زقاقاً
أناخوا فجروا شاصياتٍ كأنها ... رجالٌ من السودانِ لم يتسربلوا
الشاصي الرافع لرجليه والشاغر الرافع إحداهما وقال أبو الهندي
أتلفُ المال وما جمعتهُ ... طلبَ اللذاتِ من ماء العنبْ
واستباءَ الزق من حانوته ... شائل الرجلين معصوبَ الركبْ
وقال ابن المعتز
ودنانٍ كمثلِ صفِ رجالٍ ... قد أقيموا ليرقصوا الدستبندا
وله أيضاً
خلتها في البيتِ جنداً ... صففوا حولي قياما
وتراها وهيَ صرعى ... فرغاً بين الندامَى
مثلَ أبطالِ حروبٍ ... قتلوا فيها كراما
وقال الناجم
ومدامةٍ كالبرقِ إلا أنها ... تبغي على الأوقاتِ باللالاء
وقال عوف بن محلم الخزاعي
وصغيرةٍ علقتها ... كانتْ من الفتنِ الكبارِ
كالبدرِ إلا أنها ... تبغي على ضوءِ النهارِ
وقال أبو نواس