وقدْ لاحَ للسارِي الذي كملَ السرَى ... على أخرياتِ الليلِ فتقٌ مشهرُ
كمثلِ الحصانِ الأنبطِ البطنِ قائماً ... تمايل عنهُ الجلُّ واللونُ أشقرُ
وشبه اختلاط الضوء بالظلمةِ بالفرسِ الأنبط وهو الأبيض البطن وقال ابن المعتز
وساقٍ يجعلُ المنديلَ منهُ ... مكانَ حمائلِ السيفِ الطوالِ
غدا والصبحُ تحتَ الليلِ بادٍ ... كطرفٍ أشقرٍ ملقي الجلالِ
وأنشد أبو الفرح
باتا بأنعمِ ليلةٍ حتى بدا ... صبحٌ تبينَ كالأغرِّ الأشقرِ
فتلازما عندَ الفراقِ صبابةً ... أخذ الغريمِ بفضلِ ثوبِ المغفرِ
ومن التشبيهات الأندلسية قول أبي يوسف الرمادي
وليلة أنسٍ قد أنرنا ظلامَها ... بأنجمِ راحٍ تستنيرُ فترشفُ
إلى أنْ بدا ضوءُ الصباحِ كأنما ... تحملَ لقمانُ وأقبلَ يوسفُ
وقال حميدُ بن ثور
وترى الصباحَ كأنَّ فيه مصلتاً ... للسيفِ يحملهُ حصانٌ أشقرُ
وقال ابن المعتز
وما راعنا إلا الصباحُ كأنهُ ... جلالُ قباطيٍّ على سابحٍ وردِ
وقال ذو الرمة
كأنَّ عمودَ الصبحِ جيدٌ ولبةٌ ... وراء الدجى منْ حرةِ اللونِ حاسرِ
وقال ابنُ المعتز
والصبحُ يتلو المشترِي فكأنهُ ... عريانُ يمشي في الدجى بسراجِ
وقال العلوي الأصبهاني
والفجر في صفو الهواء موردٌ ... مثل المدامةِ في الزجاجِ تشعشعُ
وله أيضاً
كأنَّ انجلاءَ الليلِ عنْ وجهِ صبحهِ ... نصولُ خضابٍ كانَ سترَ نصوعِ
وقال ذو الرمة في حسن الاستعارة
أقامتْ بهِ حتى ذوَى العودُ في الثرَى ... وجرَّ الثريا في ملاءتهِ الفجرُ
وقال أبو نواس
فقمت والليلُ يجلوهُ الصباحُ كما ... جلا التبسمُ عنْ غرِّ الثنياتِ
وقال ابن المعتز
لاما تعرى أفقُ الضياءِ ... مثلَ ابتسامِ الشفةِ اللمياء
وقال ابنُ الرومي في سوداء المنسرح
كأنها والمزاحُ يضحكها ... ليلٌ تعرى دجاهُ عنْ فلقِ
وقال الطائي
أمسى ابتسامك والألوانُ كاسفةٌ ... تبسمَ الصبحِ في داجٍ من الظلمِ
وقال ابن المعتز
قد أغتدي على الجياد الضمرِ ... والصبحُ قدْ أسفرَ أو لم يسفرِ
حتى بدا في ثوبهِ المعصفرِ ... ونجمهُ مثل السراجِ الأزهرِ
كأنهُ غرةُ مهرٍ أشقرِ
وقال أبو نواس
قدْ أغتدِي والصبحُ في دجاهُ ... كطرةِ البردِ على مثناهُ
وقال ابن المعتز
حتى بدا ضوءُ صباحٍ فالقِ ... مثل تبدِي الشيب في المفارقِ
وقال الشمرذل بن شريك
ولاحَ ضوءُ الصبحِ فاستبينا ... كما رأيتَ المفرقَ الدهينا
وقال آخر
إذا ما الليلُ كان الصبحُ فيه ... أشقَّ كمفرقِ الرأسِ الدهين
وقال ابن المعتز
حتى بدا الإصباحُ منْ نقابِ ... كما بدا المنصلُ من قرابِ
وقال أيضاً
وقد رفع الفجرُ الظلمَ كأنهُ ... ظليمٌ على بيضٍ تكشفَ جانبهُ
وقال أبو نواس
لما تبدى الصبحُ من حجابهِ ... كطلعةِ الأشمطِ منْ جلبابهِ
وقال ابن المعتز
حتى بدا الصبحُ من الحجابِ ... كشيبةٍ حلتْ على شبابِ
وقال أيضاً
لما انجلَى ضوءُ الصباح وفتقْ ... تجليَ الصفوةِ من تحتِ الرنقْ
وقال أبو نواس
قد اغتدي والليلُ في حريمهِ ... معسكراً في الزهرِ من نجومهِ
والصبحُ قد نشمَ في أديمهِ ... يدعهُ بكنفيْ حيزومهِ
دع الوصيِّ في قفا يتيمهِ
وقال ابن المعتز
قد أغتدي والليلُ في إهابهِ ... كالحبشيِّ فرَّ منْ أصحابهِ
والصبحُ قدْ كشفَ عنْ أنيابهِ ... كأنهُ يضحكُ من ذهابهِ
وله أيضاً
أما الظلامُ فحين رقَّ قميصهُ ... وارَى بياضَ الصبحِ كالسيفِ الصدِي
وقال أيضاً
ولقدْ قفوتُ الغيثَ ينطفُ دجنهُ ... والصبحُ ملتبسٌ كعينِ الأشهلِ
وقال أيضاً المنسرح
أما ترى الفجر تحت ليلتهِ ... كموقدٍ باتَ ينفخُ الفحما
ووصف خيلاً فقال
فوردتْ قبلَ الصباحِ المغتدِي ... والأفق الغربيُّ ذو التوردِ
كأنهُ أجفانُ عينِ الأرمدِ
وله أيضاً
حتى رأيتُ الليل في الآفاقِ مسودَّ الذوائبْ