للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستحلابها، وتساعد بحموضتها القوية على تعقيم الأطعمة، وتنظم حركة عبورها إلى الأمعاء. و «الأمعاء» تتم هضم الطعام وتحليله إلى عناصره الأولية ويساعدها على ذلك عصارات الكبد والمعثكلة (البنكرياس) . ومن خلال جدران الأمعاء يجري امتصاص خلاصة المواد المهضومة ودفعها إلى الكبد، ثم التخلص من الثفل (الفضلات) . ثم «الكبد» يقوم بأكثر من خمسين وظيفة: من التخزين، والتأليف وتعديل السموم. ويساعد الكبد «الطحال» (١) و «الكليتان» (٢) .

فإذا تنقى الدم من تلك الفضلات وعملت فيه هذه الخدم بقواها التي أودعها الله فيها هذا العمل وأصلحته هذا الإصلاح اندفع من الكبد إلى «القلب» بواسطة الوريد الأجوف السفلي فيصب في الأذين الأيمن من القلب (٣) ، ومنه إلى البطين الأيمن من القلب، وهذا غليظ أزرق غير مصفى، فيضخه البطين الأيمن إلى «الرئتين»

فينبث في جرمهما، ويخالط الهواء النقي ويتصفى (٤) .


(١) الطحال: يعني بتشكيل خلايا الدم، ويساعد على استقلاب معدن الحديد، وهو مستودع للدم، ويقوم بتدمير الخلايا الحمر والبيض القديمة التي انعدمت فائدتها، ويساعد على إبقاء الدورة الدموية خالية من الجراثيم والمواد الغريبة.
(٢) والكليتان: تقومان بتصفية الدم الجاري في الجسم من كل شوائبه ستًا وثلاثين مرة، في اليوم يتصفى بالرشح قرابة مائتي لتر من الدم يوميًا بواسطة الكبب التي تصل إلى مليون كبة، ويعود الدم ليمتص مرة أخرى بواسطة الأنابيب الكلوية التي يمر فيها قرابة مائة وثمانية وتسعين لترًا، ولا يسمحان للعناصر المولدة للمواد الغذائية بالتسرب، ويطرحان لترين فقط وهي الفضلة المعروفة بالبول إلى المثانة.
(٣) ويصب معه فيه الوريد الأجوف العلوي من بقية الجسم.
(٤) وفي الرئتين سبعمائة وخمسون مليون سنخ رأوي تعمل لتصفية الدم باستمرار بمعدل خمس لترات في كل دقيقة. في كل يوم يتنفس الإنسان خمسة وعشرون ألف مرة يسحب فيها مائة وثمانين مترًا مكعبًا من الهواء، يتسرب منها ستة أمتار ونصف متر مكعب من غاز الأكسجين إلى الدم، فيصفي الدم بسحب غاز الفحم ومنح غاز الأكسجين اللازم للبدن.

<<  <   >  >>