الحمد لله الذي رضي لنا الإسلام دينا، ونصب الدلالة على صحته، وأوضح السبيل إلى معرفته، وادخر لمن وافاه به أجرًا جزيلاً. وفرض علينا الانقياد له ولأحكامه، والتمسك بدعائمه وأركانه، وأبى أن يقبل دينًا سواه، ولو بَذَلَ في المسير إليه جُهْدَه (١) واستفرغ قواه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ضد له، ولا صاحبة له، ولا ولد له، ولا كفو له، تعالى عن إفك المبطلين، وتنزه عن شرك المشركين. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفوته من خلقه، ابتعثه بخير ملة وأحسن شرعة إلى جميع العالمين. بشرت به الكتب السالفة، وأخبرت به الرسل الماضية، من عهد آدم أبي البشر، إلى عهد المسيح ابن البشر. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه الذين اختارهم الله له أعوانًا وأنصارًا، فنشروا ألوية الإسلام وأعلامه، وحفظوا من التغيير والتبديل حدوده وأحكامه.
أما بعد فيا عباد الله إن الله جعل الإسلام عصمة لمن لجأ إليه، وحصنا لمن استمسك به وعض بالنواجذ عليه- فهو حرمه