للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الجسم ووضعت فيه كالسجية والغريزة والسليقة. فالطبيعة هي التي طبع عليها الحيوان وطبعت فيه، ومعلوم أن طبيعة من غير طابع لها محال.

والمسلمون يقولون: إن الطبيعة خلق من خلق الله مسخر مربوب، وهي سنته في خليقته التي أجراها عليه، ثم إنه يتصرف فيها كيف شاء وكما شاء، وأن الطبيعة التي انتهى نظر الخفافيش إليها إنما هي خلق من خلقه بمنزلة سائر مخلوقاته، فكيف يحسن بمن له حظ من إنسانية أو عقل أن ينسى مَنْ طبعها وخلقها ويحيل الصنع والإبداع عليها، ولم يزل سبحانه يسلبها قدرتها ويحيلها ويقلبها إلى ضد ما جعلت له حتى يري عباده أنها خلقه وصنعه مسخرة بأمره {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعرَاف: ٥٤] (١) فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن أحسن الحديث ...


(١) مفتاح دار السعادة ص (١٦١، ٣٨٨) شفاء العليل (١٣١، ١٣٢) قاعدة في المحجة ص (١٤، ٢٣، ٢٦، ٣٠، ٣١، ١٩٥- ١٩٧، ٢٨) ، فتاوى ج (٢٩/٣٦٨) ، وج (١٦/ ٣٥٣) روضة المحبين.
وإذا أردت زيادة أدلة على توحيد الربوبية -إثبات الصانع- وطريقة الرسل وطرق الصائبة والمتفلسفة والمتكلمين والصوفية في إثباته. وبيان بطلان القول بقدم العالم أو شيء منه. وذكر المواد التي خلقت منها السموات وآدم والجن، وبيان بطلان جحود الصانع- إذا أردت ذلك- فانظر المجلد ٣٦ فهارس مجموع فتاوى ابن تيمية ص (٢١- ٣١) تطلعك على ملخصها وتدلك على أصولها في المجموع.

<<  <   >  >>