الحمد لله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين نُزُلا، ويسرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها فلم يتخذوا سواها شُغُلا، وسهل لهم طرقها فسلكوا السبل الموصلة إليها ذُلُلاَ، خلقها لهم قبل أن يخلقهم، وحفها بالمكاره وأخرجهم إلى دار الامتحان ليبلوهم أيهم أحسن عملاً، وجعل ميعاد دخولها يوم القدوم عليه، وضرب مدة الحياة الفانية دونه أجلا. وبشرهم بأصناف النعيم التي أعد فيها، وكمل لهم البشرى بكونهم خالدين فيها.
أحمده سبحانه بعث الرسل مبشرين ومنذرين، وعمر دارين فهذه لمن أجاب الداعي، ولم يبغ سوى ربه الكريم بدلا، وتلك لمن لم يجب دعوته، ولم يرفع بها رأسًا، ولم يعلق بها أملا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من لا مطمع له في الفوز بالجنة والنجاة من النار إلا بعفوه ومغفرته.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى الله وإلى جنته. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه السالكين على أثره.
أما بعد: فيا عباد الله: إن الله تبارك وتعالى لم يخلق الخلق