الحمد لله المتفرد بالعظمة والجلال، الكبير المتعال، حي قيوم لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الكبرياء رداؤه، والعظمة إزاره. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله القائل:«اللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر كله» اللهم صلِ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه، المعظمين لأمر الله ونهيه.
أما بعد: فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى، واحمدوه أن عرفكم بنفسه في كتابه وعلى لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - لتقدروه حق قدره. وتنالوا القرب إليه والفوز بثوابه.
أخبركم سبحانه أنه «الأول» بلا بداية، فقال (هو الأول) روى البخاري والترمذي عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعقلت ناقتي بالباب، فأتى ناس من بني تميم، فقال:«اقبلوا البشرى يا بني تميم» . قالوا: بشرتنا فأعطنا، مرتين. فتغير وجهه. ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن، فقال:«اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم» . قالوا: قبلنا يا رسول
الله. ثم قالوا: جئنا لنتفقه في الدين، ولنسألك عن أول هذا